اسم الکتاب : معالم مكة التأريخية والأثرية المؤلف : البلادي، عاتق بن غيث الجزء : 1 صفحة : 145
أبْلِغْ هُذَيلاً وأبلغْ مَنْ يبلِّغُها ... عني حديثاً وبعض القولِ تكذيبُ
بأن ذا الكلب عمراً خيرهم حَسَباً ... ببطن شِريان يعوي حوله الذيبُ
وهذا يعني أن عمرا قتل في شِرْيان الذي يصب في يلملم، وأن القوم الذين تستنجدهم (جنوب) في نواحي الليث، فيكون بين شريان والليث: سعيا، ومركوب، على التوالي. ولا يكون غير ذلك.
شِعْب أَبِي يُوسف: الشعاب في مكة كثيرة، ذلك أنها منطقة جبلية، ولذا ضرب بشعابها المثل، فقيل أهل مكة أدرى بشعابها) والحقيقة أنه ليس كل أهل مكة أدرى بشعابها، ولذا فبإمكانك إضافة هذا المثل أيضاً، وقد ذكرنا الكثير منها في المعجم. [1] هذا الشعب هو الذي لجأ إليه بنو هاشم عندما تحالفت قريش ضدهم، فعرف فيما بعد بشعب أبي طالب، ثم شعب بني هاشم، ويعرف اليوم بشعب علي، وهو منازل بني هاشم قبل النبوة، وقد ولد فيه الرسول الأعظم صلوات الله عليه، وفيه اليوم في موضع المولد الشريف (مكتبة مكة المكرمة)، وإذاً فقد أصبح من أوليات المواضع التاريخية، وذو اسم بارز في السيرة. يأتي هذا الشعب من بين أبي قبيس عن يساره والخنادم عن يمينه فيصب في بطحاء مكة فيما يعرف اليوم بسوق الليل، فوق المسجد الحرام بما يقرب من ثلالمائة متر، وكانت بئر بَذَّر - بتشديد الذال المعجمة- عند مصبه، فدخلت اليوم في توسعة شارع الغَرَّة، فدم فمها ولم يبق له رسم.
يقول أبو طالب في هذا الشعب معاتباً قريشاً. (2) [1] معجم معالم الحجاز.
(2) من قصيدة طويلة في السيرة النبوية.
اسم الکتاب : معالم مكة التأريخية والأثرية المؤلف : البلادي، عاتق بن غيث الجزء : 1 صفحة : 145