responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حركة عثمان بن فودي الإصلاحية في غرب أفريقيا المؤلف : مصطفى مسعد    الجزء : 1  صفحة : 436
ورأى الملوك فيه خطرا ملحا ينتقص من سيادتهم، ويحد من نزواتهم، ويؤلب عليهم رعيتهم[1].
ولما توفي الأمير نافتا، خلفه ابنه الأمير يونفا في حكم إمارة غوبر وعلى الرغم من أنه كان تلميذا للشيخ عثمان، فقد كان لا يقل عن أبيه انتصارا للوثنية، ورأى الأمير يونفا في ازدياد قوة الشيخ وكثرة أنصاره خطرا يهدد عرشه، فدبر مؤامرة لاغتياله، وأدى فشل الأمير في التخلص من الشيخ إلى ازدياد عدد أنصاره وتلاميذه.
لقد أدرك الشيخ أنه لم يستطع أن يحقق هدفه بالفوز بمعاونة أمير من أمراء الهوسة، ومساندة القوة السياسية للدعوة، بل تعرضت دعوته للخطر بإصدار القرارات المساندة للوثنية من ناحية، ومحاولة القضاء عليه وعلى دعوته من ناحية أخرى.
وفي شتاء سنة 1218 هـ (1803 م) خرج الشيخ صحبة فريق من أتباعه المخلصين مهاجرين إلى بلدة جودو على أطراف الصحراء. ونادى الشيخ في أنصاره معلنا الهجرة من دار الكفر إلى دار الهجرة، غير أن أمراء الهوسة قابلوا عمل الشيخ وأنصاره بتعقبهم أينما ذهبوا، وقطع الطرق الموصلة إليهم، ونهب أموالهم والتهيؤ لحربهم. فلم يجد الشيخ بدا من إعلان الجهاد. واستجابت له عشائر الفلان من البلدين والرعاة، وقدموا إلى مهجره للانضمام إلى جيشه، وتأييد دعوته، وبايعوه على الجهاد أو الموت، وطاعة الله ورسوله، كما بايعوه بإمرة المؤمنين (ساركين مسلمي) [2].
تزعم أمير غوبر المعارضين له، وسار لحربه، وجاء إعلان الجهاد رسميا سنة 1219 هـ (1804 م) بداية دور جديد في الحركة الإصلاحية، هو دور الفتح والجهاد. فعقد الشيخ اللواء لأربعة عشر من أصحابه، وأحرزوا نصرا على أمير غوبر وحلفائه من الطوارق. وأثارت هزيمتهم الهلع والخوف في بلاد الهوسة، واستولى المجاهدون على إمارة زاريا سنة

[1] حسن أحمد محمود: دور العرب في نشر الحضارة في غرب إفريقية، المجلة التاريخية المصرية العدد 14, 1968, ص 94.
[2] Boville, e. a.: op. cit. p. 225
اسم الکتاب : أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حركة عثمان بن فودي الإصلاحية في غرب أفريقيا المؤلف : مصطفى مسعد    الجزء : 1  صفحة : 436
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست