اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 67
سنتان فما كان من رضاع في الحولين حرم، وما كان بعد الحولين فلا يحرم [1]، وحمل القرآن الكريم على ظاهره في مكان آخر حيث حكم ببراءة امرأة اتهمت بالزنا لأنها ولدت بعد ستة أشهر من زواجها، فجمع بين قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة:233] وقوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف:15]. فقال: الحمل ستة أشهر والفصال أربعة وعشرون شهرًا [2]، أي أنه طرح مدة الرضاعة وهي السنتان من مجموع مدة الرضاعة والحمل وهي ثلاثون شهرًا فبقيت ستة أشهر، فجمع بين ظاهر كلتا الآيتين وحكم بهما [3].
2 - حمل المجمل على المفسر: المجمل هو ما خفي مراده بحيث لا يدرك إلا ببيان يرجى [4]، والمفسر: هو ما ظهر المراد منه دون الحاجة إلى بيان [5] ,وقد حمل مجمل القرآن في قوله تعالى: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة:95] على مفسره في مواضع أخرى، حيث ورد أنه سأل رجل عليا عن الهدى مما هو؟ فقال: من الثمانية أزواج، فكأن الرجل شك، فقال له على: أتقرأ القرآن؟ قال: نعم، قال: فهل سمعت قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأنْعَامِ} [المائدة:[1]].قال: نعم، قال: فهل سمعته يقول: {وَمِنَ الأنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ} [الحج:34] قال: فسمعت الله يقول: {مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ - وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ} [الأنعام: 143، 144]. قال: نعم، فهل سمعت الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ" إلى قوله تعالى: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة:95]. فقال: الرجل: نعم، قال: فقتلت ظبيًا فماذا علىَّ؟ قال: هديًا بالغ الكعبة [6]. [1] المجموع للنووي (8/ 213). [2] مصنف عبد الرزاق (12443)، فقه الإمام على (1/ 41). [3] فقه الإمام على (1/ 46). [4] مرآة الأصول في شرح مرقاة الوصول: ص (197). [5] المصدر نفسه: ص (191). [6] الدار المنثور (3/ 13).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 67