responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 545
ذلك السفر مصلحة للمسلمين فتأولت في ذلك [1]. ويقول ابن العربي: وأما خروجها إلى حرب الجمل فما خرجت لحرب ولكن تعلق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة وتهارج الناس، ورجوا بركتها في الإصلاح، وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت للخلق، وظنت هي ذلك، فخرجت مقتدية بالله في قوله: {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:114]. والأمر بالإصلاح، مخاطب به جميع الناس من ذكر أو أنثى حر أو عبد [2].
وهذه بعض الأمور المهمة في خروجها:

1 - هل أُكرهت السيدة عائشة على الخروج؟ زعم اليعقوبي أن الزبير بن العوام أكره السيدة عائشة على الخروج [3] , وقال بهذا القول صاحب الإمامة والسياسة [4] , وابن أبى الحديد [5] , وكذلك فعل الدينورى [6] , وألمحت الرواية التي ذكرها الذهبي بأن المتسلط عليها هو عبد الله بن الزبير [7] - ابن أختها أسماء - وسار على هذه الروايات كثير من الباحثين، كمحمد سيد الوكيل [8]؛ فقد زعم أن الزبير وطلحة شجعا عائشة على الخروج، وزاهية قدورة [9] وغيرهما، وهذا غير صحيح، فقد قامت السيدة عائشة بالمطالبة بثأر عثمان منذ اللحظة التي علمت فيها بمقتله- رضي الله عنه - وقبل أن يصل الزبير وطلحة وغيرهما من كبار الصحابة إلى مكة؛ ذلك أنه قد روى أنها لما انصرفت راجعة إلى مكة أتاها عبد الله بن عامر الحضرمي فقال: ما ردك يا أم المؤمنين؟ قالت: ردّني أن عثمان قُتل مظلومًا، وأن الأمر لا يستقيم ولهذه الغوغاء أمر، فاطلبوا دم عثمان تعزُّوا الإسلام. فكان عبد الله أول من أجابها [10] , ولم يكن طلحة والزبير قد خرجا من المدينة، وإنما خرجا منها بعدما مر على مقتل عثمان أربعة أشهر [11].

[1] منهاج السنة (4/ 317 - 570).
[2] أحكام القرآن (3/ 569، 570).
[3] تاريخ اليعقوبي (2/ 180، 209).
[4] الإمامة والسياسة (1/ 58، 69).
[5] شرح نهج البلاغة (9/ 18).
[6] الأخبار الطوال: ص (145).
[7] سير أعلام النبلاء (2/ 193).
[8] جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين: ص (526).
[9] عائشة أم المؤمنين: ص (184).
[10] تاريخ الطبري (5/ 475).
[11] دور المرأة السياسي: ص (383)، تاريخ الطبري (5/ 469).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 545
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست