اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 477
عماله فكتب إلى ذلك العامل: أما بعد فإن دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة واحتقارًا وجفوة، ونظرت فلم أرهم أهلاً لأن يدنوا لشركهم، ولا أن يُقضوا ويجفوا لعهدهم، فالبس لهم جلبابًا من اللين تشوبه بطرف من الشدة، وداول لهم بين القسوة والرأفة، وامزج لهم بين التقريب والإدناء، والإبعاد والإقصاء إن شاء الله [1].
ثالثًا: الصلاحيات الممنوحة للولاة في عهد علىّ رضي الله عنه:
امتنع أمير المؤمنين علىّ عن تسليم جميع السلطات بيد شخص واحد، فكان مبدؤه توزيع السلطات وتحديد الصلاحيات، فقد نصب ابن عباس واليًا على البصرة، ونصب زيادًا على الخراج وبيت المال، ولم يكتف بهذا بل أمر ابن عباس أن يسمع منه ويطيع [2]، وهذا قمة الضبط الإداري، فزياد يطيع ابن عباس في إطار ولايته على البصرة، وابن عباس يطيع زياد في إطار عمله في بيت المال والخراج، أما لشئون القضاء فقد نصب أبا الأسود الدؤلى [3].
ومن خلال عهد أمير المؤمنين على الذي كتبه لمالك بن الأشتر يمكن أن نلاحظ الصلاحيات الممنوحة للولاة، ونحاول أن نجعل الصورة أكثر وضوحًا مع التفصيل:
1 - تعيين الوزراء: يقول أمير المؤمنين في عهده لمالك بن الأشتر: إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرًا، ومن شركهم في الآثام فلا يكونن لك بطانة [4] , فإنهم أعوان الأثمة، وإخوان الظلمة، وأنت واجد منهم خير الخلف [5] , ممن له مثل آرائهم ونفاذهم، ويبين عليه مثل آصارهم وأوزارهم [6] , ممن لم يعاون ظالمًا على [1] نهج البلاغة (2/ 155). [2] تاريخ الطبري (5/ 580). [3] تاريخ خليفة بن خياط، ص (200). [4] بطانة الرجل: خاصته، والأثمة: جمع آثم، والظلمة: جمع ظالم. [5] الخلف: بمعنى البدل. [6] الآصار: جمع إصر وهو الذنب والإثم وكذلك الأوزار.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 477