responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 475
إن عثمان وعليًا- رضي الله عنهما- خليفتان راشدان يقتدى بهما، وأفعالهما تشكل سوابق دستورية في هذه الأمة، فكما أن عمر سن لمن بعده التحرج من تقريب الأقربين، فإن عثمان وعليًا سنا لمن بعدهم تقريب الأقربين إذا كانوا أهل كفاءة [1].

ثانيًا: مراقبة أمير المؤمنين علىًّ لعماله وبعض توجيهاته:
دأب أمير المؤمنين علىّ رضي الله عنه مراقبة ولاته وتتبع أحوالهم في ولاياتهم، والسؤال عنهم، وقد اتبع لذلك عدة أساليب منها أنه كان يبعث مفتشيه إلى هؤلاء الولاة فيسألون عنهم الناس، وقد يسأل بعض العمال عن بعض ويأمرهم بتفقد أمورهم، فقد كتب إلى كعب بن مالك: أما بعد فاستخلف على عملك، واخرج في طائفة أصحابك حتى تمر بأرض كورة السواد فتسأل عن عمالي وتنظر في سيرتهم [2] , كما كان على رضي الله عنه يعتمد على تقارير سرية يبعثها إليه مفتشوه على هذه الولايات ولا يعرف الولاة مهمتهم [3] , وقد يكون هؤلاء المراقبون من موظفي الوالي أو آخرين مجهولين، وقد يكونون مقيمين في الولاية أو متنقلين من ولاية إلى أخرى، ويدل على وجود هذه التقارير السرية ما كان يكتبه عليّ رضي الله عنه إلى هؤلاء الولاة، ولعل تدخل بعض الأشخاص بين أمير المؤمنين وولاته هو السبب في ترك بعضهم للولاية ورفضهم للعمل، كتدخل الأشتر بين علىّ وجرير ابن عبد الله البجلى، وتدخل بعض الناس بين على ومصقلة بن هبيرة [4] , وقد فتح علىّ رضي الله عنه الباب على مصراعيه لأي شكوى تقدم إليه ضد أحد من ولاته، وكان إذا بلغه عن أحد منهم شكاية قال: اللهم إني لم آمرهم أن يظلموا خلقك أو يتركوا حقك [5] , وقد قام رضي الله عنه بحبس أحد الولاة وتأديبه وضربه بالدرة حينما بلغته شكاية عنه [6] وثبتت التهمة.
وقد كان أمير

[1] الأساس في السنة وفقهها سعيد حوى (4/ 1675)، عثمان بن عفان للصلابي، ص (365).
[2] تاريخ اليعقوبي (28204).
[3] الولاية على البلدان (2/ 33).
[4] تاريخ الطبري (5/ 600، 601).
[5] الفتاوى (28، 151).
[6] الولاية على البلدان (2/ 34) نقلاً عن الكامل لابن الأثير.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 475
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست