responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 460
عباس، وتباحث معه في شأن فارس، وكان ابن عباس على البصرة، فاتفق معه بعد استشارة مجموعة من الناس على أن يبعث ابن عباس مساعده زياد بن أبى سفيان على فارس [1] , وهنا يبدو الارتباط واضحًا بين ولاية البصرة وإقليم فارس، وإحساس ابن عباس بمسئوليته عن ذلك الإقليم من خلال مباشرته لولاية البصرة، إذا اتفق ابن عباس مع عليٍّ على بعث أحد معاونيه إلى ذلك الإقليم لضبطه وترتيب أموره، وقد توجه زياد إلى فارس يصاحبه أربعة آلاف جندي، فدوخ تلك البلاد وقضى على الفتنة فيها وتمكن من ضبطها [2] , وقد اشتهر زياد بمقدرة سياسية فذة مكنته من إعادة الاستقرار إلى تلك البلاد بأقل الخسائر [3] , يقول الطبري: لما قدم زياد فارس بعث إلى رؤسائها فوعد من نصره ومناه، وخوف قومًا وتوعدهم وضرب بعضهم ببعض، ودل بعضهم على عورة بعض، وهربت طائفة، وأقامت طائفة، فقتل بعضهم بعضًا، وصفت له فارس فلم يلق فيها حميًا ولا حربًا، وفعل مثل ذلك بكرمان [4] , ثم رجع إلى فارس فسار في كورها ومناهم فسكن الناس إلى ذلك فاستقامت له البلاد [5] , وقد قام زياد بتنظيم أمور فارس، وبنى فيها بعض الحصون، وقام بترتيب شئون الخراج فيها، كما ضبط العديد من البلدان التابعة لولايته حتى أمنت البلاد واستقامت [6] , وقد استمر زياد واليًا على فارس بقية خلافة على رضي الله عنه، وكان زياد أشهر ولاة علىًّ على فارس نظرًا لسياسته وتمكنه من ضبطها [7].
وقد وجدت بعض التقسيمات الإدارية داخل إقليم فارس، فقد ورد ذكر بعض الولاة المختصين ببلدان معينة داخل الإقليم، فقد ذكرت اصطخر، وذكر أنه كان من ولاتها المنذر بن الجارود [8] , وجرت بينه وبين على بعض المكاتبات [9] , كما

[1] تاريخ الطبري (6/ 71).
[2] تاريخ الطبري (6/ 53).
[3] ولاية البلدان (2/ 21).
[4] تاريخ الطبري (6/ 53).
[5] المصدر نفسه (6/ 52).
[6] المصدر نفسه (6/ 53).
[7] الولاية على البلدان (2/ 21).
[8] الطبقات الكبرى (5/ 561) (7/ 87).
[9] تاريخ اليعقوبي (2/ 203)، الولاية على البلدان (2/ 22).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 460
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست