أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - الصلابي، علي محمد

اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 447

فقد أخرج مسلم في صحيحة عن أبى سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» [1] , والنصوص في هذا المعنى كثيرة، ومن المحال أن يقدم الصحابة على مخالفة ذلك [2].
2 - قوله: إن عمرو بن العاص صالح معاوية على أن له مصر طعمه ما بقى، فهذه القصة أخرجها ابن عساكر بسند فيه مجهول [3] , وذكرها الذهبي بصيغة التمريض، وبالتالي تصبح ساقطة لا اعتبار لها.
3 - اتهام محمد بن أبى بكر بقتل عثمان رضي الله عنه بمشاقصه، فهذا باطل، وقد جاءت روايات ضعيفة في ذلك، كما أن متونها شاذة لمخالفتها للرواية الصحيحة التي تبين أن القاتل هو رجل مصري [4] , وقد ذكر الدكتور يحيى اليحيى عدة أسباب ترجح براءة محمد بن أبى بكر من دم عثمان منها:
(أ) أن عائشة، رضي الله عنها، خرجت إلى البصرة للمطالبة بقتلة عثمان ولو كان أخوها منهم ما حزنت عليه لما قتل.
(ب) لعن على رضي الله عنه لقتلة عثمان، رضي الله عنه، وتبرؤه منهم، يقتضى عدم تقريبهم وتوليهم، وقد ولى محمد بن أبى بكر مصر فلو كان منهم ما فعل ذلك.
(جـ) ما أخرجه ابن عساكر بسنده عن محمد بن طلحة بن مصرف قال: سمعت كنانة مولى صفية بنت حيى قال: شهدت مقتل عثمان وأنا ابن أربع عشرة سنة، قال: هل أندى محمد بن أبى بكر شيء من دمه، فقال: معاذ الله، دخل عليه، فقال عثمان: يا ابن أخي لست بصاحبي، فخرج، ولم يند من دمه بشيء [5] , ويشهد بهذا ما أخرجه خليفة بن خياط والطبري بإسناد رجاله ثقات عن الحسن البصري، وكان ممن حضر يوم الدار [6] , أن ابن أبى بكر أخذ بلحيته، فقال عثمان: لقد أخذت مني مأخذًا أو قعدت منى مقعدًا ما كان أبوك ليقعده، فخرج وتركه [7] , وبهذا يتبين لنا براءة محمد بن أبى بكر الصديق من دم

[1] صحيح مسلم (3/ 1480).
[2] مرويات أبى مخنف في تاريخ الطبري، ص (412).
[3] تاريخ دمشق (13/ 261).
[4] فتنة مقتل عثمان (1/ 209).
[5] مرويات أبى مخنف في تاريخ الطبري ص (243).
[6] المصدر نفسه ص (244)، تهذيب الكمال (6/ 97).
[7] مرويات أبى مخنف، ص (244).

اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 447

صيغة PDF

شهادة

الفهرست