اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 432
العباس، رضي الله عنهما [1] , وقد خرج ولاة عثمان من اليمن قبل وصول عبيد الله بن عباس إليها، واشترك بعضهم في جيش الجمل مع طلحة والزبير وكان لهم دور في تجهيز الجيش [2] , وقد كان عبيد الله بن عباس على صنعاء وأعمالهم، كما كان معه في الولاية سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري [3] على الجند ومخالفيها [4]. وكان مقتل عثمان له أثر بالغ على المسلمين في اليمن، وأحس القوم بالامتعاض والتبرم من هذا الجرم، وبقى بعض اليمنيين لم يبايع ويرغب في قتل قتلة عثمان، رضي الله عنه، ولما تأخر هذا راسلوا معاوية بعد التحكيم، فأرسل بسر بن أرطأة، فاستطاع أن يستولى على اليمن بفضل مساعدتهم، ولكن لفترة وجيزة [5] , حيث استطاع على استرجاعها من جيش معاوية، فأعاد عبيد الله بن عباس إلى ولايتها
مرة أخرى، واستمر واليًا عليها إلى أن استشهد أمير المؤمنين على بن أبى طالب
رضي الله عنه [6].
وقد روى أن بسرًا قتل ابنين لعبيد الله بن عباس وبعض أنصار على هناك، ثم رجع إلى الشام، وكان أمير المؤمنين قد وجه جارية بن قدامه السعدي، قيل: ففعل مثلما فعل بسر وقتل بعض محبي عثمان في اليمن [7] , قال ابن كثير: وهذا الخبر مشهور عند أهل السير وفي صحته عندي نظر [8] , ولاشك أن قتل الأبرياء لم يحصل في تلك المرحلة حتى في أيام البصرة وصفين عندما قامت الحرب بين الطرفين، فكيف يقتل الأطفال والأبرياء في مرحلة الهدنة، لذلك لا يمكن قبول هذه الأعراف المناقضة لأعراف المسلمين وقيمهم ودينهم [9].
خامسًا: ولاية الشام:
كان معاوية، رضي الله عنه، واليًا على الشام في عهدي عمر وعثمان، رضي الله عنهما، ولما تولى [1] تاريخ خليفة بن خياط ص (6). [2] مروج الذهب للمسعودي (2/ 357)، الولاية على البلدان (2/ 6). [3] الاستبصار لابن قدامة المقدسي، ص (99)، الولاية على البلدان (2/ 6). [4] الولاية على البلدان (2/ 6). [5] خلافة على بن أبى طالب، عبد الحميد على، ص (109). [6] تاريخ الطبري (6/ 80، 81)، الولاية على البلدان (2/ 7). [7] تاريخ الطبري (6/ 55). [8] البداية والنهاية (7/ 334). [9] الإنصاف د. حامد، ص (575).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 432