اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 380
لا يشق على أحد الوصول إليه، ولذلك كان علىّ رضي الله عنه يأمر شريحًا- القاضي- بالجلوس في المسجد الأعظم [1] , لييسر الوصول إليه [2].
5 - مجانية الحصول على الحكم: لما كانت إقامة العدل بين الناس من أهداف الدولة الإسلامية، فإن الفقه الإسلامي يقضي بألا يقام أي حائل بين صاحب الحق وبين الحصول على حقه، ولذلك فإن المتقاضيين لايدفعان للقاضي ولا للدولة شيئًا من المال للحصول على الحكم الذي يفصل الخلاف بينهما، بل الدولة الإسلامية هي التي تتكفل بنفقات الحاكم والمحكمة، وقد كان علىّ رضي الله عنه يعطى شريحًا على القضاء رزقًا، وقد رزقه حين ولاه القضاء في الكوفة كل شهر خمسمائة درهم [3].
6 - بذور المحاماة: في العهد الراشدى ظهرت بذور المحاماة، فكان على رضي الله عنه يوكل أخاه عقيلاً في المخاصمة، ولما أسن عقيل، وكل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عنه أمام القضاء، وكان يقول: ما قضى لوكيلي فلى، وما قضى على وكيلي فعلىَّ [4].
خامسًا: ما يجب على القاضي:
لكي يحقق القاضي العدل في الأحكام لابد له من مراعاة ما يلي:
1 - دراسة القضية المعروضة عليه دراسة واعية: ولا يجوز له أن يتسرع في إصدار الحكم قبل الانتهاء من الدراسة، والاطمئنان إلى الحكم، ولذلك قال على لشريح: لسانك عبدك ما لم تتكلم، فإذا تكلمت فأنت عبده، فانظر ما تقضى، وفيم تقضى؟ وكيف تقضى؟ [5].
2 - المساواة بين الخصوم: فقد نزل على علىٍّ ضيف، فكان عنده [1] مسند زيد (4/ 137)، موسوعة فقه على بن أبي طالب، ص (506). [2] موسوعة فقه على بن أبي طالب، ص (506). [3] موسوعة فقه عمر، ص (506). [4] أصول المحاكمات الشرعية، ص (70)، تاريخ القضاء في الإسلام، ص (132). [5] كنز العمال (14433).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 380