اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 357
أصحاب السمك، فقال: لا يباع في سوقنا طاف. ثم أتى دار فرات وهي سوق الكرابيس [1].
عن زاذان قال: كان على يمشى في الأسواق وحده يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ: {تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا} [القصص: 83]، ثم يقول: نزلت هذه الآية بأهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من سائر الناس [2]. وأخرج الخلال بسنده عن أبي سعيد قال: كان على أتى السوق فقال: يا أهل السوق، اتقوا الله وإياكم والحلف، فإن الحلف ينفق السعلة، ويمحق البركة، وإن التاجر فاجر إلا من أخذ الحق وأعطى الحق، والسلام عليكم ثم ينصرف، ثم يعود إليهم فيقول لهم مثل مقالته [3].
وعن أبي الصهباء قال: رأيت على بن أبي طالب رضي الله عنه بشط الكلأ يسأل عن الأسعار [4] , فهذا الإشراف المباشر من أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه، تضمن أمورًا منها:
أ- لم تقتصر الجولات على الإشراف والتوجيه، بل تعدت ذلك إلى خدمة الناس في شئونهم، كإرشاد الضال، وإعانة الضعيف، فمن كانت هذه حاله كانت كلماته وتوجيهاته أقرب للناس، وأبلغ في نفوس السامعين.
ب- تضمن التوجيه النصح بتقوى الله سبحانه وتعالى وحسن البيع، وربما وعظهم بالقرآن الكريم، فإن من اتقى الله سبحانه وتعالى أحسن معاملته للناس في النفع لهم، والبعد عن مخادعتهم وغشهم.
جـ- منع الظلم في المعاملات، وإعادة الحق إلى أهله، لأن موالى الجارية التي اشترت التمر لم يجيزوا هذا الشراء، وهي في نفسها ليس لها أمر.
د- النهى عن أصناف الغش التي تحصل في الأسواق، كنهيه عن تنقيح اللحم، وفي رواية (نفح اللحم). [1] البداية والنهاية (8/ 4). [2] الدر المنثور للسيوطى (6/ 444) البداية والنهاية (8/ 5). [3] السنة ص (352)، تحقيق د. عطية الزهرانى ص (352). [4] الرياض النضرة في مناقب العشرة، ص (690)، شط الكلأ مكان وبالبصرة سوق الكلأ.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 357