اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 335
4 - الترهيب بذكر أهوال يوم القيامة، كقوله: «ودهمتكم مقطعات الأمور بنفخة الصور، وبعثرة القبور، وسياقة المحشر، وموقف الحساب بإحاطة قدرة الجبار».
5 - الإقناع ومن ذلك قوله: كم مرضت بيديك وعللت بكفيك، ممن تطلب له الشفاء وتستوصف له الأطباء .. للإقناع بحصول الموت، والارتحال عن الدنيا والقدوم على الآخرة، وأنه لا مهرب ولا فكاك.
6 - استحضار الصورة، وذلك لتعبيره بالفعل الماضي عما سيحدث في المستقبل، حتى يتصور السامع هذا الأمر الذي ينتظره، ومن ذلك قوله: فكأنما قد علقتكم مخالب المنية، وضمكم بيت التراب، ودهمتكم مقطعات الأمور.
7 - لطف العبارة بحيث تستهوى السامعين ولا تنفرهم [1].
فهذه بعض النماذج من خطب ومواعظ أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه والتي انتشرت بين الناس وساهمت في تربيتهم وتهذيب نفوسهم، وتطهير قلوبهم، وكان مفعولها ساريًا في جيله والأجيال التي بعده إلى يومنا هذا.
ثالثًا: أمير المؤمنين على بن أبي طالب والشعر:
يظهر من الأخبار التي وصلتنا أن الحركة الشعرية في عهد الخلفاء الراشدين، كانت نشطة، ومعروف أن كتب الأدب لم تعتمد في الأسانيد على الموثوقين من الرواة، ولكنها تكون المصدر الوحيد للأخبار الأدبية والنقدية التي تتصل بالخلفاء الراشدين، والصحابة بعامة، والتابعين بإحسان ماعدا بعض الأراجيز التي كانت تردد في العهد النبوي وروتها كتب الحديث الشريف [2]، فالمراجع فيما يتعلق بالشعر، والشعراء في عهد أمير المؤمنين على هي كتب الأدب والأدباء، فهي غنية في هذا الجانب، ولا يختلف موقف أمير المؤمنين على رضي الله عنه من الشعر عن مواقف الراشدين الذين سبقوه إلى سدة الخلافة، فكلهم [1] منهج على بن أبي طالب في الدعوة إلى الله، ص (145). [2] المدينة النبوية فجر الإسلام (2/ 98).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 335