responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 316
يعدد أغراض السفر، ومنه: القصد إلى الإخوان لتفقد أحوالهم- وبعد أن ذكر فضل من زار أخًا في الله- قال: هذا إن كان حيًا، فإن كان ميتًا، فتجوز زيارة قبره أيضًا، والترحم عليه لينتفع الميت بالحي، ولا يقصد الانتفاع بالميت فإنها بدعة [1]، بل إن قصد القبر رجاء قضاء الحاجة هو عين ما حذر منه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أصحابه عندما سألوه أن يجعل لهم ذات أنواط، ففي حديث أبي واقد الليثى: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم (ذات أنواط)، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «سبحان الله، هذا كما قيل لموسى، أجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم» [2] , وفي عدة المريد يقول الشيخ الزروق بعد أن ذكر الحديث المتقدم: ولا يجوز عند العلماء تعظيم مكان، أو شجر أو بناء، أو أي شيء آخر له أصل في معتقدات الجاهلية، رجاء الشفاء أو قضاء حاجة [3] , ثم قال: في الحديث دليل على منع كل ما يستدام أو يكون له أصل في عبادة الجاهلية من خشبة أو حديدة أو حجر أو بناء ونحوه، لا يمتهن أو يكون مستهلكًا [4] , ولا شك أن القبر له أصل في عبادة الجاهلية، بل هو أصل أصولها، ولا أدل على ذلك من أن أشهر أصنامهم التي عبدوها من دون الله، «اللات» و «مناة»، هي أسماء لرجال صالحين ماتوا فغالوا في تعظيمهم حتى عبدوهم من دون الله [5] , وهنا كان حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفعل سيدنا على له عمل عظيم في حماية جناب التوحيد، ويتضح لنا ما يفعله بعض جهلة المسلمين من تعظيم القبور والطواف حولها والتعلق بأهلها أمر
محرم يخالف أمر الله وسيرة أمير المؤمنين، فعلى العلماء الربانيين الذين يرجون الله واليوم الآخر أن يقتدوا بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما فعل أمير المؤمنين على، وأن يسعوا لتعبيد الناس لربهم وجعل قلوبهم

[1] فتح الباري (3/ 65).
[2] سنن الترمذي رقم (2180) حسن صحيح.
[3] عدة المريد، ص (206)، الغلو في الدين للغريانى، ص (119)
[4] عدة المريد، ص (206)، الغلو في الدين للغريانى، ص (119)
[5] الغلو في الدين، ص (119).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست