responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 304
تجوز للأب، فقال: رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟ سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» [1] فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه؟ أشهد أن هذا الحق، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن الدرع درعك، كنت راكبًا على جملك الأورق وأنت متوجه إلى صفين فوقعت منك ليلاً، فأخذتها قال: أما إذا قلتها فهي لك، وحمله على فرس، فرأيته وقد خرج فقاتل مع على الشراة بالنهروان [2].
ومن أمثلة عدله في الحكم: عن ناحية القرشي عن أبيه قال: كنا قياما على باب القصر إذ خرج علي علينا فلما رأيناه تنحينا عن وجهه هيبة له، فلما جاز صرنا خلفه، فبينما هو كذلك إذ نادى رجل: يا غوثًا بالله، فإذا رجلان يقتتلان، فلكز صدر هذا وصدر هذا، ثم قال لهما: تنحيا، فقال أحدهما: يا أمير المؤمنين إن هذا اشترى مني شاة وقد شرطت عليه أن لا يعطيني مغموزًا ولا محذقًا- يعنى الدراهم المعيبة- فأعطاني درهمًا مغموزًا فرددته عليه فلطمني، فقال للآخر: ما تقول؟ قال: صدق يا أمير المؤمنين قال: فأعطه شرطه، ثم قال للاطم: اجلس، وقال للمطلوم: اقتص، قال: أو عفو يا أمير المؤمنين، قال: ذلك إليك، قال: فلما جاز الرجل، قال على: يا معشر المسلمين خذوه، قال: فأخذوه فحمل على ظهر رجل كما يحمل صبيان الكتاب، ثم ضرب خمس عشرة درة، ثم قال: هذا نكال لما انتهكت من حرمته، وفي رواية أنه قال: هذا حق السلطان [3].
هذا الخبر ليعتبر مثلاً عاليًا للتواضع حيث يخرج أمير المؤمنين من بيته إلى السوق يتفقد أحوال الناس، ويقوم بنفسه في حل مشكلاتهم، وهو نوع من السلوك العالي الذي يبرز وجود الولاة في واقع حياة الرعية، سواء قام بذلك الوالي الأكبر أو من دونه، ولا يلزم تكرار هذا الوجود كل يوم، إذ يكفي شعور الناس بأن

[1] مصنف ابن أبي شيبة رقم (12225) المستدرك (3/ 166) حديث صح من أوجه كثيرة.
[2] الشراة: الخوارج. النهروان: بين واسط وبغداد.
[3] تاريخ الطبري (6/ 72، 73).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست