اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 296
عليه من حوله: يرحمك الله، وليرد عليه يهديكم الله ويصلح بالكم» [1] , وفي هذا الفعل من حسن الخلق والتأدب مع الله سبحانه وتعالى بحمده والثناء عليه في مناسبة أمر فيها العبد بذلك. قال الحليمى: العطاس يدفع الأذى من الدماغ، الذي فيه قوة الفكر، ومنه منشأ الأعصاب، التي هي معدن الحس وبسلامته تسلم الأعضاء، فيظهر بذلك أنها نعمة جليلة، فناسب أن تقابل بالحمد لله، لما فيه من الإقرار لله بالخلق والقدرة، وإضافة الخلق إليه لا إلى الطبائع [2].
وبيّن أمير المؤمنين على رضي الله عنه أدبًا من آداب المسافر فيما يرويه عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقوله: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا أراد سفرًا قال: «بك اللهم أصول، وبك أجول، وبك أسير» [3]. وبيَّن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه أدبًا آخر من آداب المسافر، وذلك لما أراد سفرًا ووضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى قال: الحمد لله، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم حمد الله ثلاثًا، وكبر ثلاثًا، ثم قال: اللهم لا إله إلا أنت، ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، قال: فقيل: ما يضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعل مثل
ما فعلت، وقال مثل ما قلت، ثم ضحك، فقلنا: ما يضحكك يا نبي الله قال: عجبت للعبد، إذا قال لا إله إلا أنت، ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يعلم أنه لا يغفر
الذنوب إلا هو [4].
وعن ابن أعبد قال: قال لي على بن أبي طالب رضي الله عنه: يا ابن أعبد، هل تدري ما حق الطعام؟ قال: قلت: وما حقه يا ابن أبي طالب؟ قال: تقول: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، قال: وتدري ما شكره إذا فرغت، قال: قلت: وما شكره؟ قال يقول: الحمد لله الذي أطعمنا [1] سنن ابن ماجة (2/ 1224)، صحيح سنن ابن ماجة للألباني (2/ 303). [2] فتح البارى (10/ 602). [3] مسند أحمد (2/ 83) إسناده صحيح، قاله أحمد شاكر. [4] المصدرنفسه (2/ 183) إسناده صحيح قاله أحمد شاكر.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 296