اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 286
محتاج، فقال لي: علىَّ بحُلة، فأتى بها، فأخذها الرجل فلبسها، ثم أنشأ يقول:
كسوتني حُلة تبلي محاسنها ... فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن نلت حسن ثنائى نلت مكرمة ... ولست أبغى بما قد قلته بدلا
إن الثنا ليحيي ذكر صاحبه ... كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في خير تواقعه ... فكل عبد سيجزي بالذي عملا
فقال على: علىَّ بالدنانير، فأُتى بمائة دينار فدفعها إليه، فقال الأصبغ: يا أمير المؤمنين، حلة ومائة دينار قال: نعم، سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «أنزلوا الناس منازلهم» وهذه منزلة هذا الرجل عندي [1]، فهذا موقف جليل لأمير المؤمنين على بن أبي طالب - رضي الله عنه - في الوقوف عند حاجات المحتاجين والاهتمام بأمورهم ورعاية مشاعرهم، وإن أروع ما في هذا الخبر قوله: «اكتب حاجتك على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك» فكم يعاني المحتاجون من الذل بين يدي من يعرضون عليهم حوائجهم، وقدم يتلعثمون فلا يستطيعون النطق، ولقد كانت مشاعر ذلك المحتاج عظيمة حينما واجهه أمير المؤمنين علىّ بهذه المعاملة السامية، ولقد صاغ هذه المشاعر بالأبيات المذكورة [2] , وقد كان- رضي الله عنه - يفرح بقدوم الضيف، ويكرم إخوانه في الله [1] البداية والنهاية (8/ 9). [2] التاريخ الإسلامي للحميدى (17/ 127).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 286