اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 218
جوار هذه الوسائل، استخدموا مجموعة من الشعارات منها، التكبير، ومنها أن هذا ضد المظالم، ومنها أنهم لا يقومون إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها المطالبة باستبدال الولاة وعزلهم، ثم تطورت المطالبة إلى خلع عثمان، إلى أن تمادوا في جرأتهم وطالبوا بل سارعوا إلى قتل الخليفة، وخاصة حينما وصلهم الخبر بأن أهل الأمصار قادمون لنصرة الخليفة، فزادهم حماسهم المحموم لتضيق الخناق على الخليفة، والتشوق إلى قتله بأي وسيلة [1].
كان التنظيم السبئي بقيادة عبد الله بن سبأ اليهودي خلف تلكم الأحداث والتي بعدها، وسيأتي الحديث عنه بإذن الله، وعن عثمان الذي هز مقتله العالم الإسلامي وأثر في كثير من الأحداث إلى يومنا هذا.
1 - موقف على رضي الله عنه في بداية الفتنة: استمر على - رضي الله عنه - في طريقته المعهوده مع الخلفاء، وهى السمع والطاعة والإدلاء بالمشورة والنصح، وقد عبر بنفسه عن مدى طاعته للخليفة عثمان والتزام أمره ولو كان شاقًا بقوله: لو سيرني عثمان إلى صرار لسمعت وأطعت [2] , وعندما نزل المتمردون في ذى المروة قبل مقتل عثمان بما يقارب شهرًا ونصفًا، أرسل إليهم عثمان عليًا ورجلا آخر لم تسمه الروايات والتقى بهم على رضي الله عنه فقال لهم: تعطون كتاب الله، وتعتبون من كل ما سخطتم، فوافقوا على ذلك [3] , وفي رواية أنهم شادوه مرتين أو ثلاثًا، ثم قالوا: ابن عم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ورسول أمير المؤمنين يعرض عليكم كتاب الله فقبلوا [4] , فاصطلحوا على خمس: على أن المنفي يقلب، والمحروم يعطى، ويوفر الفئ، ويعدل في القسم، ويستعمل ذو الأمانة والقوة، وكتبوا ذلك في كتاب، أن يرد ابن عامر على البصرة، وأن يبقى أبو موسى على الكوفة [5] , [1] المصدر نفسه، ص (402). [2] مصنف ابن أبي شيبة (15/ 225) سنده صحيح. [3] تاريخ دمشق ترجمة عثمان ص (338)، تاريخ خليفة، ص (169). [4] فتنة مقتل عثمان (1/ 129). [5] المصدر نفسه (1/ 129).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 218