اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 203
بتأخرهم عن البيعة، ثم خرج عنها، فلم يلبث أن عادوا إليها، فقالت لهم: تعلمون أن عمر جاءني وحلف بالله لئن أنتم عدتم إلى هذا البيت ليحرقنه عليكم، وايم الله إنه ليصدقن فيما حلف عليه، فانصرفوا عني فلا ترجعوا إلىَّ ففعلوا ذلك، ولم يرجعوا إليها إلا بعدما بايعوا [1]. وهذه القصة لم تثبت عن عمر رضي الله عنه، ودعوى أن عمر رضي الله عنه هم بإحراق بيت فاطمة، من أكاذيب الرافضة، أعداء صحابة رسول الله، وقد أوردها مع أكاذيب أخرى الطبري الطبرسى في كتابه دلائل الإمامة [2] , عن جابر الجعفي، وهو رافضي كذاب باتفاق أئمة الحديث كما في الميزان [3] للذهبي، وتهذيب التهذيب (4)
, وزعم بعض الروافض أن عمر ضرب فاطمة حتى أسقط ولدها محسنًا وهو في بطنها، وهذه من الأكاذيب الرافضة التي لا أساس لها من الصحة، وما علموا أنهم يطعنون في على رضي الله عنه، وذلك باتهامه بالجبن والسكوت عن عمر وهو من أشجع أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [5] , بل إن بعض كتب الروافض أنكر صحة هذا الهذيان والزور [6] علمًا بأن محسنًا ولد في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما ثبت ذلك بالرواية الصحيحة.
سابعًا: الخلاف بين العباس وعلى وحكم عمر رضي الله عنهم بينهما:
قال مالك بن أوس: بينما أنا جالس في أهلي حين متع النهار [7] , إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني، فقال: أجب أمير المؤمنين، فانطلقت معه حتى دخلت على عمر، فإذا هو جالس على رمال [8] سرير ليس بينه وبينه فراش، متكئ على وسادة من أدم، فسلمت عليه ثم جلست، فقال: يا مالك إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات، وقد أمرت فيهم برضخ، فاقبضه فاقسمه بينهم، فقلت: يا أمير المؤمنين لو أمرت به غيري، قال: اقبضه أيها المرء، فبينما أنا جالس عنده أتاه [1] عقائد الثلاثة والسبعين فرقة لأبي محمد اليمني (1/ 140). [2] دلائل الإمامة: ص (26) نقلاً عن عقائد الثلاثة والسبعين (1/ 140). [3] الميزان للذهبي (1/ 279).
(4) تهذيب التهذيب (2/ 47) .. [5] حقبة من التاريخ: ص (224). [6] مختصر التحفة الاثنى عشرية: ص (252). [7] متع النهار: ارتفع قبل الزوال. [8] المراد أنه كان السرير قد نسج وجهه بالسعف.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 203