اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 188
عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق وكان جعفر يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر، فكيف يرضى من يدعي محبة جعفر وآل البيت أن يلعن جد جعفر؟.
وعن عروة بن عبدالله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيوف؟ فقال: لا بأس به، قد حَليَّ أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق، قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة، ثم قال: نعم الصديق، نعم الصِّديق، نعم الصِّديق، من لم يقل له: الصِّديق، فلا صَدَّق الله له قولاً في
الدُّنيا والآخرة [1].
سابعًا: علي رضي الله عنه في وفاة الصديق:
كان علي رضي الله عنه من ضمن من استشارهم الصديق فيمن يتولى الخلافة من بعده، وكان رأي على أن يتولى الخلافة بعد الصديق الفاروق [1].
ولما حان الرحيل ونزل الموت بأبي بكر، كان آخر ما تكلم به الصديق في هذه الدنيا قوله تعالى: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:101].وارتجت المدينة لوفاة أبي بكر الصديق ولم تر المدينة منذ وفاة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومًا أكثر باكيًا وباكية من ذلك المساء الحزين، وأقبل على بن أبي طالب مسرعًا، باكيًا، مسترجعًا ووقف على البيت الذي فيه أبو بكر فقال:
رحمك الله يا أبا بكر كنت إلف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله تقوى، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل، وأحوطهم على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتًا، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن رسول الله وعن الإسلام أفضل الجزاء، [1] الكامل لابن الأثير (2/ 79)، المختصر من كتاب الموافقة للزمخشرى: ص (70 - 100).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 188