اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 144
وبعثت قريش أبا سفيان إلى المدينة لتمكين الصلح وإطالة أمده، وعندما وصل إلى المدينة دخل على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعرض حاجته، أعرض عنه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يجبه، فاستعان بكبار الصحابة أمثال أبى بكر وعمر وعثمان وعلى حتى يتوسطوا بينه وبين رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأبوا جميعًا، فعاد أبو سفيان إلى مكة من غير أن يحظى بأي اتفاق أو عهد [1] , وكانت لعلي رضي الله عنه في فتح مكة مواقف متعددة منها:
1 - إحباط محاولة تجسس لصالح قريش: عن حسن بن محمد بن على بن عبيد الله ابن أبى رافع أنه سمع عليًا يقول: بعثني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنا والزبير والمقداد فقال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإنَّ بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها».فانطلقنا تَعَادى بنا خيْلُنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي من كتاب. قلنا لتُخرجنَّ الكتاب أو لنُلقينَّ [2] الثياب قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب، فأتينا به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإذا فيه: من حاطب بن أبى بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال رسول الله: يا حاطب ما هذا؟ قال: لا تعجل علىَّ، إني كنت أمرأ مُلْصَقًا في قريش، ولم أكن من أنفُسها، وكان من كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتنى ذلك من النسب فيهم أن أتَّخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا، ولا ارتدادًا عن ديني ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله: «إنه قد صدقكم» فقال عمر: دَعني أضرب عنُُُق هذا المنافق. فقال: «إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعلَّ الله قد اطَّلعَ إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم» [3]. [1] التاريخ السياسي والعسكري د. على معطي: ص (365). [2] في رواية: أو لنقلبن. [3] إسناده صحيح، الموسوعة الحديثية مسند أحمد رقم 600.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 144