responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
عَظِيمٍ - إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 172 - 175].

الحادي عشر: على رضي الله عنه وموقفه من حادثة الإفك:
ورد حديث الإفك الذي اتهم فيه المنافقون عائشة رضي الله عنها به، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - استدعى عليًا وأسامة واستشارهما في فراق أهله، لما كثر القول وأقلق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، واستلبث الوحي، فأما أسامة، فأشار عليه بالذي يعلم من براءتها، فقال: يا رسول الله أهلك، ولا نعلم إلا خيرًا، وأما على بن أبى طالب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك [1] , قالت: فدعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بريرة فقال: أي بَريَرة هل رأيت من شيء يَريبك؟ قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرًا أغمصه [2] عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن [3] فتأكله، فقام رسول الله، فاستعذر [4] يومئذ من عبد الله بن أُبى ابن سلَول قالت: فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو على المنبر: فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلاً [5] , ما علمت عليه إلا خيرًا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي [6]. إن الكلام الذي قاله علىّ إنما حمله عليه ترجيح جانب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لما رأى عنده من القلق والغم بسبب القول الذي قيل. وكان شديد الغيرة، فرأى على رضي الله عنه في بادئ الأمر أنه إذا فارقها سكن ما عنده من القلق بسببها إلى أن تتحقق براءتها، فيمكن رجعتها، ويستفاد منه ارتكاب أخف الضررين لذهاب أشدهما [7] , وقال النووي: رأى على أن ذلك هو المصلحة في حق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، واعتقد ذلك لما رأى من انزعاجه، فبذل

[1] البخاري رقم 4750.
[2] أغمصه: أي أعيبها به وأطعن بها عليه.
[3] الداجن: هى الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.
[4] فاستعذر: أي قال: من يقوم بعذري إن عاقبته على سوء صنيعه.
[5] هو صفوان بن المعطل السلمى.
[6] البخاري رقم 4750.
[7] دور المرأة السياسي أسماء محمد زيادة: ص (462).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست