responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 125
وبعد انسحاب جيش المشركين من أرض المعركة أرسل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد الغزوة مباشرة, وذلك لمعرفة اتجاه العدو, فقال له: «اخرج في آثار القوم وانظر ماذا يصنعون وما يريدون, فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة, وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة, والذي نفسي بيده إن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم» , قال علي: فخرجت في أثرهم أنظر ماذا يصنعون, فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة [1] , فخرج علي رضي الله عنه، وأخبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بخبر القوم [2]،وفي هذا الخبر عدة دروس وعبر منها:
- شجاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حيث كان داخل صفوف المشركين ولم يصل إليه سيدنا على إلا بعد جهد جهيد، فوجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قلب العدو يقاتلهم حتى أصيب بعدة جروح.
- يقظة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومراقبته الدقيقة لتحركات العدو، وقدرته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على تقدير الأمور، وتحليل تصرفات الخصم وفهم ما يترتب عليها من قرارات.
- ظهور قوته المعنوية العالية، ويظهر ذلك في استعداده لمقاتلة المشركين لو أرادوا المدينة.
- وفيه ثقة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعلي رضي الله عنه ومعرفته بمعادن الرجال.
- المروءة ومكارم الأخلاق عند على عندما رجع عن خصمه بعدما انكشفت عورته وإقرار رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - له، وهذا العمل يعلمنا قيمة التعامل، وكيف تكون الأخلاق حتى مع الخصم وحتى في ساحة المعركة.
- وجوب التضحية في سبيل الله وأنه بهذه الروح ينتصر الإسلام في الحياة وينال الشهيد الجنة، وهذا ما أثبته لنا بعض المهاجرين والأنصار في هذه المعركة وغيرها.

[1] مسند أبى يعلي (1/ 415، 416) إسناده حسن، خلافة على بن أبى طالب، عبد الحميد فقيهي ص (39).
[2] البداية والنهاية (4/ 41).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست