اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 98
المبحث الرابع: الحسن بن علي في عهد الخلفاء الراشدين:
أولاً: مكانة الحسن بن علي في عهد الصديق رضي الله عنه:
كان للحسن والحسين بن علي رضي الله عنهما مكانة مرموقة لدي الصديق، وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعاً، فقد كانوا يحبونهم ويتعاملون معهم بشكل خاص، فبينما كان أبو بكر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما يمضيان بعد صلاة العصر فرأى أبو بكر رضي الله عنه الحسن يلعب مع الغلمان، فأخذه أبو بكر فحمله على عنقه وقال:
بأبي شبيه النبي ... ليس شبيهاً بعلي
وعلي يبتسم [1]. وقد تأثر الحسن بن علي بسيرة الصديق حتى أنه سمّى أحد أبنائه على أبي بكر، ولا يسمّى أحد من الناس أسماءً على شخص معين إلا نتيجة حب ومعرفة مفصلة بسيرته، وقد تعلم الحسن بن علي من عهد الصديق سواء في حياته أو بعد وفاة أبي بكر أموراً منها:
1 ـ هول فاجعة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وموقف أبي بكر منها:
قال ابن رجب: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اضرب المسلمون، فمنهم من دُهش فخولط ومنهم من أقعد فلم يُطق القيام، ومن اعتقل لسانه فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية [2]، وقال ابن إسحاق: ولما توفي رسول الله صلة الله عليه وسلم عظمت به مصيبة المسلمين فكانت عائشة فيما بلغني تقول لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب واشرأبت اليهودية، والنصرانية ونجم النفاق، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الثانية لفقد نبيهم [3]، وقال القاضي أبو بكر بن العربي: .. واضطربت الحال .. فكان موت النبي صلى الله عليه وسلم قاصمة الظهر، ومصيبة العمر، فأما [1] نسب قريش (1/ 23)، البخاري (5/ 93). [2] لطائف المعارف صـ 114. [3] سيرة ابن هشام (4/ 323).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 98