اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 421
عمر بن عبد العزيز فهذا يعنى دخول معاوية رضى الله عنه فى خلفاء هذه المرحلة، هذا والله تعالى أعلم. وقد تقدم بيان شىء من فضائل معاوية رضى الله عنه.
- هل الحسن بن على رضى الله عنه تنازل لمعاوية من موقف قوة أو موقف ضعف؟
تنازل الحسن بن على رضى الله عنه لمعاوية من موقف قوة وهناك دلائل تشير إلى ذلك منها:
1 - الشرعية التى كان يملكها الحسن:
فقد كانت بيعته فى شهر رمضان من سنة 40هـ وذلك بعد استشهاد أمير المؤمنين على رضى الله عنه، وقد اختير الحسن بعده اختيارًا شوريًا وأصبح الخليفة الشرعى على الحجاز واليمن والعراق، وكل الأماكن التى كانت خاضعة لوالده، وقد استمر فى خلافته ستة أشهر، وتلك المدة تدخل ضمن الخلافة الراشدة التى أخبر عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن مدتها ثلاثون سنة ثم تصير ملكًا، فقد روى الترمذى بإسناده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "الخلافة فى أمتى ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك" [1].
وقد علق ابن كثير على هذا الحديث فقال: إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن ابن على، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية فى ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه توفى فى ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه [2]، وبذلك يكون الحسن بن على خامس الخلفاء الراشدين [3]، وقد تحدث عن شرعية الحسن بالخلافة كثير من علماء أهل السنة منهم، أبو بكر بن العرين [4]، والقاضى [1] سنن الترمذى مع شرحها تحفة الأحوذى (6/ 395 - 397) حديث حسن. [2] البداية والنهاية (11/ 134). [3] مآثر الأنافة (1/ 105). مرويات خلافة معاوية، ص (155). [4] أحكام القرآن لابن العربى (4/ 1720).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 421