responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 419
فإن تحمل ذلك أو قبوله لا يكون إلا مؤقتًا أو من باب الضرورة، ولكن يلزم أن يكون المثل الكامل حاضرًا دائمًا فى فكر الرأى العام، وبمجرد أن تزول تلك العوامل والظروف تجب العودة إلى تحقيق المثل الكامل، ولذا فإن الكتابات الإسلامية الأصيلة ظلت ملتزمة ومتشبثة بالمثال الكامل ولا تستخلص مبادئها إلا منه، وتفرق بين الخلافة وهى الخلافة الحقيقية الشرعية، والخلافة الواقعية التى بعدت قليلاً أو كثيرًا عن الحقيقة [1]. وقد ذكر ابن تيمية: أن مصير الأمر -أى الخلافة- إلى الملوك ونوابهم من الولاة والقضاة والأمراء ليس لنقص فيهم فقط، بل لنقص فى الراعى والرعية جميعًا، فإنه كما تكونوا يؤوَّل عليكم وقد قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا} [2] [الأنعام: 129]. لقد ذهبت دولة الخلفاء الراشدين، وصار ملكًا ظهر النقص فى الأمراء، وكذلك فى أهل العلم والدين وجمهور الصحابة انقرضوا بانقراض خلافة الخلفاء الأربعة، حتى إنه لم يبق من أهل بدر إلا نفر قليل، وجمهور التابعين بإحسان انقرضوا فى أواخر عصر أصاغر الصحابة فى إمارة الزبير وعبد الملك، وجمهور تابعى التابعين انقرضوا فى أواخر الدولة الأموية، وأوائل الدولة العباسية [3].

- هل معاوية رضي الله عنه يعتبر أحد الخلفاء الاثني عشر؟
عن جابر بن سمرة رضى الله عنه: دخلت مع أبى على النبى - صلى الله عليه وسلم -، فسمعته يقول: "إن هذا الأمر لا ينقضى حتى يمضى فيم اثنا عشر خليفة"، قال: ثم تكلم بكلام خفى علىَّ، قال: فقلت لأبي: ما قال، قال: "كلهم من قريش" [4]، وفى رواية أخرى عن جابر: "لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثنى عشرة خليفه .. كلهم من قريش" [5]، وفى رواية أخرى: "لا يزال هذا الدين عزيزًا منيعًا إلى اثنى عشر خليفة .. كلهم من قريش" [6]، زاد أبو داود فى سننه، بإسناده عن جابر رضى الله

[1] مقدمة ابن خلدون، ص 197.
[2] الفتاوى (35/ 15).
[3] الفتاوى (10/ 207).
[4] صحيح مسلم على شرح النووى (12/ 502).
[5] صحيح مسلم على شرح النووى (12/ 502).
[6] المصدر نفسه (12/ 203).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 419
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست