responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 408
والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتى ألف. وقال لهما: ما أجاز بهما أحد قبلى، فقال له الحسين: ولم تعط أحدًا أفضل منا [1]. ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له: مرحبًا وأهلاً بابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمر له بثلاثمائة ألف [2]. وهذا مما يقطع الكذب ما يدّعى فى حق معاوية من حمله الناس على سب على، إذ كيف يحصل هذا مع ما بينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة والاحتفاء والتكريم. وبهذا يظهر الحق فى هذه المسألة، وتتجلى الحقيقة [3]، كما أن ذلك المجتمع فى عمومه مقيد بأحكام الشرع حريص على تنفيذها، ولذلك كانوا أبعد الناس على الطعن واللعان والقول الفاحش والبذىء، فعن ابن مسعود -رضى الله عنه- مرفوعًا-: ليس المؤمن بالطعان ولا باللعّان ولا بالفاحش ولا البذيء [4]. وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سب الأموات المشركين فكيف بمن يسب أولياء الله المصلحين، فعن عائشة رضى الله عنها -مرفوعًا- لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا [5].
وبعد أن تمّ الصلح تنازل الحسن عن الخلافة، وتمّ بيان ذلك فى حديثنا عن المراحل، وبذلك طويت صفحة من الخلاف والفرقة، واجتمعت الكلمة، وصار معاوية خليفة مجمعًا عليه، قيل: عام أربعين للهجرة [6]، ولكن ابن إسحاق [7] والواقدى [8]، وخليفة بن خياط [9]، يجعلون ذلك عام واحد وأربعين للهجرة ويختلفون فى الشهر الذى وقع فيه الصلح من ذلك العام أهو ربيع الأول أو ربيع

[1] البداية والنهاية (8/ 139).
[2] المصدر نفسه (8/ 140).
[3] الانتصار للصحب والآل، ص (377).
[4] صحيح ابن حبان، رقم (47)، صححه الألبانى فى الصحيحة، رقم (320).
[5] البخارى، رقم (6516).
[6] المعجم الكبير للطبرانى (3/ 26) دراسة فى الخلفاء الأمويين، ص (69).
[7] تهذيب التهذيب (2/ 299) ترجمة الحسن بن على.
[8] دراسة فى تاريخ الخلفاء الأمويين، ص (69).
[9] تاريخ خليفة، ص (203).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست