responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 402
سب علي ولعنه فوق منابر المساجد، فهذه الدعوة لا أساس لها من الصحة، والذى يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقد والتحليل، حيث صارت عند المتأخرين من المسلمات التى لا مجال لمناقشتها ولم يثبت قط فى رواية صحيحة، ولا يعول على ما جاء فى كتب الدميرى واليعقوبى وأبى الفرج الأصفهانى، علمًا بأن التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء [1] من احترام وتقدير معاوية لأمير المؤمنين علي وأهل بيته الأطهار، فحكاية لعن علىّ على منابر بنى أمية لا تتفق مع منطق الحوادث، ولا طبيعة المتخاصمين، فإذا رجعنا إلى الكتب التاريخية المعاصرة لبنى أمية، فإننا لا نجد فيها ذكرًا لشىء من ذلك أبدًا .. وإنما نجده فى كتب المتأخرين الذين كتبوا تاريخهم فى عصر بنى العباس بقصد أن يسيئوا إلى سمعة بنى أمية فى نظر الجمهور الإسلامى، وقد كتب ذلك المسعودى الشيعى الرافضى، فى مروج الذهب وغيره من كُتَّاب الشيعة الروافض وقد تسربت تلك الأكذوبة إلى كتب تاريخ أهل السنة ولا يوجد فيها رواية صحيحة صريحة، فهذه دعوة مفتقرة إلى صحة النقل، وسلامة السند من الجرح، والمتن من الاعتراض، ومعلوم وزن مثل هذه الدعوى عند المحققين والباحثين، فكيف بها وقد صدرت من الروافض الحاقدين، ومعاوية -رضى الله عنه- منزه عن مثل هذه التهم، بما ثبت من فضله فى الدين، وكان محمود السيرة فى الأمة، أثنى عليه بعض الصحابة ومدحه خيار التابعين، وشهدوا له بالدين والعلم، والعدل والحلم، وسائر خصال الخير [2].
1 - فعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال لما ولاّه الشام: لا تذكروا معاوية إلا بخير [3].
2 - وعن على رضى الله عنه قال بعد رجوعه من صفين: أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل [4].

[1] الحسن والحسين، محمد رضا، ص (18) كلام المحقق د. أحمد أبو الشباب.
[2] الانتصار للصحب والآل، ص (367) للرحيلى.
[3] البداية والنهاية (8/ 25).
[4] المصدر نفسه (8/ 134).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست