responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 389
والصبر، فشيبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع، وكنتم فى منتدبكم إلى صفين دينكم أمام دنياكم، فأصبحتم ودنياكم أمام دينكم، ألا وإنا لكم كما كنا، ولستم لنا كما كنتم، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين؛ قتيل بصفين تبكون عليه، وقتيل بالنهروان تطلبون ثأره، فأما الباقى فخاذل، وأما الباكى فثائر، ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه، وإن أردتم الحياة قبلناه قال: فناداه القوم من كل جانب: التقية التقية، فلما أفردوه أمضى الصلح [1].
وإنى وإن كنت أشك فى صحة نسبة هذه الخطبة ولكنها تصور نفسية سيدنا الحسن وأتباعه، مما عجل بالصلح بينه وبين معاوية [2] رضى الله عنه، وقد تحدث الحسن عما فعله به بعض أهل العراق وما قدموا إليه من الإساءات والإهانات وأظهر القول وجهر به فقال: أرى والله معاوية خير لى من هؤلاء يزعمون أنهم لى شيعة، ابتغوا قتلى وأخذوا مالى، والله لأن آخذ من معاوية عهدًا أحقن به دمى وآمن به فى أهلى خير من أن يقتلونى فيضيع أهل بيتى وأهلى، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقى حتى يدفعوا بى إليه سلمًا، والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلنى وأنا أسير، أو يمن على فيكون منه على بنى هاشم آخر الدهر ولمعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحى منا والميت [3]، وقال أيضًا: عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لى من كان منهم فاسدًا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة فى قول ولا فعل، إنهم مختلفون ويقولون لنا إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا [4]، فالحسن لم يعد يثق بأهل الكوفة بعد ما فعلوه بأبيه وبعد أن حاولوا قتله ونهبوا متاعه. وقد عبر عن ذلك فى خطبته عندما قال: يا أهل العراق، لو لم تذهل نفسى [5] عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم أبى،

[1] سير أعلام النبلاء (3/ 269).
[2] الدوحة النبوية الشريفة، ص (93).
[3] الشيعة وأهل البيت، ص (379) نقلاً عن الاحتجاج للطبرسى، ص (148).
[4] المصدر نفسه، ص، (376) نقلاً عن الاحتجاج للطبرسى، ص (148).
[5] تذهل نفسى: تسلو نفسى، لسان العرب (11/ 259).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست