responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 386
دماء المسلمين [1]. وفى رواية، عن على رضى الله عنه، قال: لا تكرهوا إمارة معاوية، فوالله لئن فقدتموه لترون رؤوسًا تندر عن كواهلها كأنها الحنظل [2].
فهذه آثار تشير إلى قدرة معاوية على الإمارة، كما أن أسلوب معاوية فى التفاوض والتعامل مع الحسن أوجد قواسم مشتركة للوصول إلى الإصلاح، وإن كان المهندس الفعلى لمشروع الإصلاح هو الحسن بن على، إلا أن شخصية معاوية وسعة أفقه ورحابة صدره، وما أبداه من المرونة ساعد على نجاح الصلح، وقد كان رضى الله عنه يتأدب إلى الحسن ويكرمه ويروى فضائل أهل البيت، فهذا يدل على إيثاره الحق مع المنازعة والمخاصمة التى سبقت بقدر الحق سبحانه [3]، وقد أخرج أحمد فى مسنده عن معاوية قال: كان رسول الله يمص لسان الحسن وشفتيه وأنه لن يعذب الله لسانًا أو شفة مصها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [4].
وكان رضى الله عنه صريحًا مع نفسه معترفًا بذنوبه، طالبًا مغفرة ربه، وطامعًا فى رحمته وحلمه، فعن ابن شهاب، عن عروة أن المسور أخبره أنه قدم على معاوية، فقال: يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة؟ قال: دعنا من هذا، وأحسن فيما جئنا له. قال: لتكلمنى بذات نفسك مما تعيب علىَّ؟ قال: فلم أترك شيئًا إلا بينته، فقال: لا أبرأ من الذنب فهل تعد لنا مما نلى من الإصلاح فى أمر العامة، أم تعد الذنوب، وتترك الإحسان؟ قلت: نعم. قال: فإنا نعترف لله بكل ذنب، فهل لك من ذنوب فى خاصتك تخشاها؟ قال: نعم. فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق منى، فوالله ما آلى من الإصلاح أكثر مما تلى، ولا أُخيَّر بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على سواه، وإنى لعلى دين يقبل فيه العمل، ويجزى فيه الحسنات، قال: فعرفت أنه قد خصمنى، قال عروة: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه [5] -أى دعا له- والحديث عن معاوية بالتفصيل سوف يأتى بإذن الله تعالى، إن أعطانا الله القوة ويسر الأسباب بمنه وكرمه وجوده فى حديثنا عن

[1] تاريخ دمشق (12/ 105).
[2] تاريخ دمشق (12/ 105).
[3] الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية، ص (57).
[4] المسند، رقم (16848) إسناده صحيح.
[5] سير أعلام النبلاء (3/ 392).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست