اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 361
لهما الحسن بن على: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال [1]، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك، قال: فمن لي بهذا؟ [2] قالا: نحن لك به [3]، فما سألهما إلا قالا: نحن لك به، فصالحه، فقال الحسن أى البصرى: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر -والحسن بن على إلى جنبه- وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: "إن ابنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" [4]، وقد تحدث ابن حجر رحمه الله عن الفوائد المستنبطة من رواية الصلح فقال:
1 - وفى هذه القصة من الفوائد علم من أعلام النبوة.
2 - ومنقبة للحسن بن على، فإنه ترك الملك لا لقلة، ولا لذلة، ولا لعلة، بل لرغبته فيما عند الله لما رآه من حقن دماء المسلمين، فراعى مصلحة الأمة.
3 - وفيها رد على الخوارج الذين كانوا يكفرون عليًا ومت معه، ومعاوية ومن معه، بشهادة النبى - صلى الله عليه وسلم - بالطائفتين بأنهم من المسلمين.
4 - وفيها فضيلة الإصلاح بين الناس، ولاسيما في حقن دماء المسلمين.
5 - ودلالة على رأفة معاوية بالرعية، وشفقته على المسلمين، وقوة نظره في تدبير الملك، ونظره في العواقب.
6 - وفيه ولاية المفضول الخلافة مع وجود الأفضل، لأن الحسن ومعاوية ولى كل منهما الخلافة، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد في الحياة وهما بدريان.
7 - وفيه جواز خلع الخليفة نفسه، إذا رأى في ذلك صلاحًا للمسلمين، والنزول عن الوظائف الدينية والدنيوية بالمال، وجواز أخذ المال على ذلك [1] أى فرقنا منه في حياة على وبعده ما رأينا في ذلك صلاحه، فنبه على ذلك خشية أن يرجع عليه بما تصرف فيه، الفتح (13/ 69، 70). [2] أى من يضمن لي الوفاء من معاوية، الفتح (13/ 70). [3] أى نحن نضمن، لأن معاوية كان فوض لهما ذلك الفتح (13/ 70). [4] البخارى، رقم (7109).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 361