responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 346
فأظهرت له الدنانير، وقصت عليه القصة، فقال: بئس لعمر بن معقل الأضياف كنت، أبعت معروفك بما أرى من الأحجار؟ قال: إنى والله قد كرهت ذلك، خفت العذْلَ، قال: وهذه لم تخافى العار، وخفت العذْلَ؟ كيف أخذ الركب؟ فأشارت إلى الطريق، قال: وهذا يعنى الرجل الذي أرسله عبد الله فقال: أسرجى لي فرسى، قالت: تصنع ماذا؟ قال: ألحق القوم، فإن سلموا لي معروفى وإلا حاربتهم، قالت: أنشدك بن أن تفعل فتسوءهم، فأقبل عليها ضربًا، وقال: ركنت إلى إمحاق المعروف؟ قال: وركب فرسه، وأخذ رمحه، فجعل الرجل صاحب عبد الله يسير معه ويقول له: ما أراك تدرك القوم، فقال: والله لآتينهم ولو بلغوا كذا وكذا، فلما رأى الرجل أنه غير منته قال: على رسلك، أُدرك لك القوم وأخبرهم خبرك، فتقدم الرجل، فأخبر ابن جعفر، وقصّ عليه القصة، فقال عبد الله: قد كانت حذرة من المشؤوم، فقال: فرهقهم، فسلّم عليه ابن جعفر وأخبره بحسن صنيع المرأة، فقال: والله ما رأيت ذلك بتمّامه، فلم يزل يكلمّه، وسأله، فأبى الأعرابى إلا ردّها، فلما رأى عبد الله ذلك قال: لننظر ما عنده، ما نحبّ أن يرجع إلينا شيء قد أمضيناه، قال: فقام من بين يديه، فتنحى، فصلّى ركعتين ثم قام فركب فرسه، وأخرج قوسه، ونبله، فقال له عبد الله: ما هاتان الركعتان؟ قال: استخرت فيها ربى عز وجل في محاربتكم، وقال: فعلى ما عزم لك من ذلك؟ قال: عزم لي عليه رشدًا أو ترجعون أحجاركم وتسلمون لنا معروفنا، فقال له عبد الله: نفعل فأمر بالدنانير فقُبضت، فولّى الأعرابى منصرفًا، فقال له عبد الله: ألا نزودك طعامًا؟ قال: الحيّ قريب فهل من حاجة؟ قال: نعم قال: وما هى؟ قال: المرأة تخبرها بسوء فعلك، فاستضحك الأعرابي، وولّى منصرفًا، فقدم عبد الله بن جعفر بعد ذلك على يزيد بن معاوية، فحدّثه حديث الأعرابى، فقال يزيد: ما سمعت بأعجب من هذا [1].

7 - إن الله لا يحب المسرفين:
جاءت امرأة إلى عبد الله بن جعفر بدجاجة مسموطة في مكتل فقالت: بأبي أنت، هذه الدجاجة كانت مثل بُنيتى أكل من بيضها وتونسنى، فآليت ألا أدفنها

[1] تاريخ دمشق (29/ 193).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست