اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 336
أخي، وعيناه تُهْرقان الدموع حتى تقطر لحيته، ثم قال: اللهم إن جعفرًا قد قدم إلى أحسن الثواب، فاخلُفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدًا من عبادك في ذريته، ثم قال: يا أسماء: ألا أبشرك؟ قالت: بلى بأبى أنت وأمى، قال: إن الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة. قالت: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، فأعلم الناس بذلك، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ بيدى يمسح رأسى حتى رقا على المنبر، وأجلسنى أمامه على الدرجة السفلى، والحزن يعرف عليه، فتكلم فقال: "ألا إن جعفرًا قد استشهد، وقد جُعل له جناحان يطير بهما في الجنّة"، ثم نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بيته وأدخلنى معه، وأمر بطعام فصنع لأهلى، وأرسل إلى أخى فتغدينا عنده والله غداء طيبًا مباركًا، عمَدت سلمى خادمه إلى شعير فطحنته ثم نسّفته [1]، ثم أنضجته .. فتغديت أنا وأخى معه [2].
5 - لا تبكوا أخى بعد اليوم:
قال عبد الله بن جعفر: إن النبى - صلى الله عليه وسلم - أتاهم بعد ما أخبرهم بقتل جعفر بعد ثلاثة، فقال: لا تبكوا أخى بعد اليوم ثم قال: ائتونى ببنى أخى، فجيء بنا كأننا أفرخ، فقال: ادعوا لي الحلاق فأمره، فحلق رؤوسنا، ثم قال: أما محمد فشبه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبه خَلقي وخُلُقى، ثم أخذ بيدى، فأشالها. ثم قال: "اللهم اخلف جعفرًا في أهله، وبارك لعبد الله في صفقته"، قال: فجاءت أُمُّنَا، فذكرت يتمنا. فقال: "العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟ " [3]. معنى العيلة: الفقر.
6 - حمل النبى - صلى الله عليه وسلم - له على دابته:
عن عبد الله بن جعفر قال: كان النبى -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفر تُلُقى بالصبيان من أهل بيته قال: وإنه قدم من سفر فسبق بى إليه قال: فحملنى بين يديه. قال: ثم أُتى بأحد ابنى فاطمة -إما الحسن وإما الحسين- فأردفه خلفه. قال: فدخلنا المدينة تلاثة على الدابة [4]. [1] نسفته: تنقيه الجيد من الرديء لسان العرب (9/ 328). [2] الطبقات، تحقيق السلمي (2/ 8) إسناده ضعيف جدًا، وله شواهد. [3] مسند أحمد (1/ 24) من طريق وهب بن جرير، عن أبيه بهذا الإسناد وهو قوى. [4] مسلم، رقم (2428).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 336