اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 313
والبحر [1]، والنصوص الصحيحة في هذا المعنى كثيرة جدًا [2]، مما يؤكد اشتهار كراهية علي رضي الله عنه لقتل عثمان [3].
د- وأما ما أورده من اتهام معاوية للأنصار في دم عثمان فهذا لا يصح من معاوية وهو يعلم أن الذي قام بالدفاع جميعًا هم الأنصار، فقد أخرج ابن سعد بسند صحيح أن زيد بن ثابت رضي الله عنه جاء إلى عثمان رضي الله عنه وهو محصور فقال: هذه الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله مرتين، قال: فقال عثمان: أما القتال فلا [4].
هـ- ما ذكره من اختلاق معاوية كتابًا على لسان قيس بن سعد، فهذا من الكذب الذي لا يعقل صدوره من معاوية، ذلك أن العرب كانوا يعدون الكذب من أقبح الصفات التى يتنزه عنها الرجال الكرام، وهذه قصة أبي سفيان وهو يومئذ على الشرك فيما أخرجه البخاري في قصة سؤال هرقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول أبو سفيان: فوالله لولا الحياء من يأثرون على كذبًا لكذبت عنه [5]، فهذه منزلة الكذب عند العرب، وعند المسلمين أشد وأخزى. ولا يقول قائل: هذه خدعة، والحرب خدعة؛ فإن الخدعة ليس معناها الكذب، كما هو معلوم من كلام العرب، ومعاوية رضي الله عنه أحذق من أن يفعل هذا [6].
و رواية هذه الكتب الكثيرة بين قيس ومعاوية وعلى رضي الله عنهم بهذا التسلسل وبهذه الدقة تدخل الشك والريبة على القارئ لجهالة المطلع والناقل لها. يقول الدكتور يحيى اليحيى: إن ولاية قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما على مصر من قبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمر مجمع [1] المصنف (15/ 268). [2] تاريخ ابن عساكر ترجمة عثمان، ص (395). [3] مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبرى، ص (213). [4] الطبقات (3/ 70) سنده صحيح. [5] البخاري، رقم (7). [6] مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري، ص (214).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 313