responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 303
فصاروا يحاولون الإبقاء على التمرة أكبر وقت ممكن [1]، يقول جابر رضي الله عنه أحد أفراد هذه السرية: كنا نمصها كما يمص الصبى ثم نشرب عليها الماء فتكفينا يومنا إلى الليل [2]، وقد سأل وهب بن كيسان جابرًا رضي الله عنه: ما تغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت [3]، وقد اضطر ذلك الجيش إلى أكل ورق الشجر، قال جابر رضي الله عنه: وكنا نضرب بعصينا الخبط [4]، ثم نبله بالماء فنأكله [5]، فسمى ذلك الجيش جيش الخبط [6]، وقد أثر هذا الموقف في قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه وكان من أحد جنود هذه السرية، فنحر للجيش ثلاث جزائر [7]، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه [8]، وقد جاء ما فعله قيس بن سعد من كرم وجود مفصلاً في تاريخ ابن عساكر، فعن داود بن قيس، وإبراهيم بن محمد الأنصارى وخارجة بن الحارث، قالوا: بعث - صلى الله عليه وسلم - أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون والأنصار، ثلاثمائة رجل إلى ساحل البحر، إلى حين، فأصابهم جوع شديد، فقال قيس بن سعد: من يشترى مني تمرًا بجزر، يوفينى الجزر ها هنا وأوفيه التمر بالمدينة، ... فوجد رجلاً من جهينة فقال قيس: بعني جزرًا أوفيك وسقة من تمر المدينة، قال الجهنى: والله ما أعرفك، فمن أنت؟ قال: أنا ابن سعد بن عبادة بن دليم. قال الجهينى: ما أعرفني بنسبك، وذكر كلامًا، فابتاع منه خمس جزائر، كل جزور بوسق من تمر، فشرط عليه البدوى تمر دخرة مصلبة من تمر آل دُليم، يقول قيس: نعم، قال: فأشهد له نفرًا من الأنصار، ومعهم نفر من المهاجرين، قال قيس: أشهد من تحب، فكان فيمن أشهد عمر بن الخطاب، قال عمر: ما أشهد، هذا يدين ولا ماله إنما المال

[1] السرايا والبعوث النبوية، ص (118).
[2] شرح النووي على مسلم (13/ 84).
[3] فتح الباري (8/ 77).
[4] الخبط: ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها واسم الورق الساقط: خبط.
[5] شرح النووي (13/ 84).
[6] فتح الباري (8/ 78).
[7] جمع جزور، والجزور: البعير، أو خاص بالناقة.
[8] فتح الباري (8/ 78).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست