اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 244
عظيمتين من المسلمين [1]، وجاء من حديث جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابني هذا ـ يعني الحسن ـ سيِّد، وليصلحنَّ الله به بين فئتين من المسلمين [2]، وعن سعيد بن أبي سعيد قال: كنا مع أبي هريرة جلوساً، فجاء حسن بن علي بن أبي طالب فسلم علينا، فرددنا عليه، وأبو هريرة لا يعلم فمضى، فقلنا: يا أبا هريرة هذا حسن بن علي قد سلم علينا، فقام فلحقه، فقال: يا سيدي، فقلت له: تقول يا سيدي؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه لسيد [3]، وعن جابر بن عبد الله أنه قال: من سرَّه أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي [4]، وعن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة [5] وقد نقل إلينا خبر سيادة الحسن والحسين في الجنة جمع غفير من الصحابة، وما ذلك إلا لإعلان رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك مرة بعد مرة، أو في محافل جامعة ([6])،
وقد أثبتت الأيام ومرور الشهور والأعوام على رسوخ صفة السيادة في الحسن وقد بلغت ذروتها في توفيق الله له في عقد الصلح مع معاوية، وجمع الأمة على كلمة سواء، فقد كان الحسن سيداً جليلاً، ويعلمنا الحسن بأن السيادة لا تكون بالقهر وسفك الدماء، أو أهدار الأموال والحرمات، بل السيادة بصيانتها وإزالة البغضاء والشحناء، فصلحه وحقنه لدماء المسلمين بلغ فيه ذروة السيادة التي لا يستطيعها من فكر بالقوة وهو يملك طرفاً منها، وقد صالح الحسن معاوية وحوله الألوف فيهم من هو طامع مدسوس ولكن فيهم الكثير الكثير من المخلصين الأوفياء، فما أراد أن تراق بسببه قطرة دم، أو يخدش مسلم في هذا السبيل، وإن الرئاسة للأقوام إن لم تكن لصيانتها وحياطتها وحفظها، وترقيتها، فهي نوع من الطاغوت الأعمى والتهور الأحمق، والمغامرة والمقامرة التي تجلب معها الدمار والخراب، والإذلال [1] البخاري، فضائل الصحابة (7/ 94). [2] الطبراني في الكبير رقم 2597. [3] المستدرك (3/ 169) وقال الحاكم صحيح وأقرَّه الذهبي. [4] صحيح ابن حبان (15/ 421، 422)، مجمع الزوائد (9/ 178). [5] مستدرك الحاكم (3/ 166) وقد صح هذا الحديث من أوجه كثيرة. [6] الدوحة النبوية الشريفة صـ 81 ..
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 244