responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 235
نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)) (القصص، آية: 83). وقلَّ من يحرص على رياسة الدنيا بطلب الولايات فَيُوَفَّقُ، بل يُوَكلُ إلى نفسه [1]، كما قال: صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمُرة رضي الله عنه: يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أُعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها [2]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة [3]، وبئست الفاطمة [4] إن حبَّ المال والرياسة والحرص عليهما يفسد دين المرء، حتى لا يبقى منه إلا ما شاء الله فقد قال صلى الله عليه وسلم، ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه [5]. وأصل محبة المال والشرف حبُّ الدنيا، وأصل حبَّ الدنيا إتباع الهوى [6]، قال وهب بن مُنبِّه: من إتباع الهوى الرغبة في الدنيا، ومن الرغبة فيها حبُّ المال والشرف، ومن حب المال والشرف استحلال المحارم (7)
ولذلك قال تعالى: ((فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)) (النازعات، آية: 37 ـ 41). كما أن النفس تحب الرفعة والعُلُوَّ على أبناء جنسها ومن هنا نشأ الكبُر والحسد، ولكنَّ العاقل ينافس في العلو الدائم الباقي الذي فيه رضوان الله وقربه وجواره، ويرغب عن العلوِّ الثاني الذي الفاني الزائل الذي يعقبه غضب الله وسخطه وانحطاط العبد وسفوله وبعده عن الله وطرده عنه، فهذا العلو الثاني الذي يُذَمُّ وهو العتو والتكبر في الأرض بغير الحقِّ. وأما العلوُّ الأول والحرص عليه، فهو محمود قال الله تعالى: ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)) (المطففين، آية: 26). وقال

[1] ما ذئبان جائعان لابن رجب صـ 33.
[2] البخاري رقم 6622.
[3] مثل ضربه للإمارة وما يصل إلى الرجل من المنافع فيها واللذات.
[4] مثل ضربه للموت الذي يهدم عليه تلك اللذات ويقطع منافعها عنه، البخاري رقم 7148.
[5] الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان رقم 3218 حسن صحيح.
[6] شرح حديث ما ذئبان جائعان لابن رجب صـ 71.
(7) المصدر نفسه صـ 71 ..
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست