اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 18
الأبوين بهذا السبط المبارك، وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم يسرعون في زف البشرى لأهل المولود الجديد وقد ثبت عن الحسن البصري تهنئة لطيفة يقول فيها: بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت برّه وبلغ أشده، ونلاحظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سمى الحسن والحسين رضي الله عنهما عدل بهما عن مسميات قبل الإسلام وما تدل عليه أسماؤها من القتال وسفك الدماء فاختار لهما أكرم الأسماء وأجل المعاني ([1])،
وقد وصف الحسن رضي الله عنه بالسيد ولقبه بهذا اللقب جده الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين [2] ونتعلم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم قيمة مهمة في حياتنا وهي الحرص على اختيار أجمل وأحسن الأسماء لأبنائنا وهذا توجيه للآباء والأمهات على اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي واللسان العربي، فيكون: حسناً، عذباً على اللسان، مقبولاً للأسماع، يحمل معنى شريفاً كريماً، ووصفاً صادقاً، خالياً مما دلت عليه الشريعة على تحريمه أو كراهته، مثل: شوائب التشبه والمعاني الرِّخوة ومعنى هذا أن لا يختار الأب المسلم اسماً إلا وقد قلب النظر في سلامة لفظه ومعناه على علم ووعي وإدراك، وإن يستشير بصيراً في سلامته ممّا يُحْذَرُ، فهو أسلم وأحكم، ومن الجاري قولهم: حق الولد على والده أن يختار له أماً كريمة وأن يسميه اسماً حسناً، وأن يورثه أدباً حسناً وقد بين العلماء أن للأسماء المشروعة رتب ومنازل وهي مستحبة وجائزة وهي على الترتيب كالآتي:
1 - استحباب التسمية بهذين الأسمين: عبد الله وعبد الرحمن وهما أحب الأسماء إلى الله تعالى، كما ثبت الحديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأسماء المتضمنة العبودية لله في معانيها وميزة هذه الأسماء، أنها أصدق تعبير على حقيقة عبودية الإنسان لربه وفقره وذله له، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن [3]، وذلك لاشتمالهما [1] الحسن بن علي ودوره السياسي، فيتخان كردي صـ 16 .. [2] البخاري (2/ 306). [3] مسلم رقم 2132
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 18