responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 95
الذي هو خير وكفرت عن يميني. [1] فكان إذا حلف على شيء ورأى غيره خيرًا منه كفر وأتى الذي هو خير. [2] وفي هذه القصة ما يدل على ذلك؛ حيث ترك يمينه الأولى إكرامًا لضيوفه
وأكل معهم [3].

9 - ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر:
قالت عائشة -رضي الله عنها-: خرجنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي، فأقام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على التماسه، وأقام الناس معه، وليس على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس أبا بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، قلت: فعاتبني وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على فخذي، فنام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]. فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، فقالت عائشة: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته» [4].
وفي هذه القصة يظهر حرص الصديق على التأدب مع رسوله، وحساسيته الشديدة على أن لا يضايقه شيء، ولا يقبل ذلك ولو كان من أقرب الناس وأحبهم إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كعائشة رضي الله عنها، فقد كان - رضي الله عنه - قدوة للدعاة في الأدب الجم مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومع نفسه ومع المسلمين [5].

10 - انتصار النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للصديق - رضي الله عنه -:
لقد ثبت من الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان ينتصر لأبي بكر وينهى الناس عن معارضته؛ فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: كنت جالسًا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

[1] سنن البيهقي: 10/ 34، نقلا عن موسوعة (فقه أبي بكر): 240.
[2] مصنف ابن أبي شيبة: 1/ 158، نقلا عن موسوعة فقه أبي بكر: 240.
[3] موسوعة فقه أبي بكر: 241.
[4] البخاري رقم: 3672.
[5] تاريخ الدعوة الإسلامية: 402، 403.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست