responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 87
يحدثنا بنفسه عن ذلك حيث قال: أمرنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومًا أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ما أبقيت لأهلك؟» قلت: مثله. وأتى أبو بكر - رضي الله عنه - بكل ما عنده، فقال له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ما أبقيت لأهلك؟» قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدًا. (1)
كان فعل عمر فيما فعله من المنافسة والغبطة مباحًا، ولكن حال الصديق - رضي الله عنه - أفضل منه؛ لأنه خالٍ من المنافسة مطلقا ولا ينظر إلى غيره [2].
ب- الصديق أمير الحج 9 هـ: كانت تربية المجتمع وبناء الدولة في عصر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مستمرة على جميع الأصعدة والمجالات العقائدية والاقتصادية والاجتماعية، والسياسية والعسكرية والتعبدية، وكانت فريضة الحج لم تمارس في السنوات الماضية، وحجة عام 8هـ بعد الفتح كلف بها عتاب بن أسيد، ولم تكن قد تميزت حجة المسلمين عن حجة المشركين [3]، فلما حل موسم الحج أراد الحجَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولكنه قال: «إنه يحضر البيت عراة مشركون يطوفون بالبيت، فلا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك»، فأرسل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصديق أميرًا على الحج سنة تسع من الهجرة، فخرج أبو بكر الصديق بركب الحجيج، ونزلت سورة براءة فدعا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عليًا - رضي الله عنه -، وأمره أن يلحق بأبي بكر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فخرج على ناقة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العضباء حتى أدرك الصديق أبا بكر بذي حليفة، فلما رآه الصديق قال له: أمير أم مأمور؟ فقال: بل مأمور، ثم سار، فأقام أبو بكر للناس الحج على منازلهم التي كانوا عليها في الجاهلية، وكان الحج في هذا العام في ذي الحجة كما دلت على ذلك الروايات الصحيحة، لا في شهر ذي القعدة كما قيل، وقد خطب الصديق قبل التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم النفر الأول فكان يعرف الناس مناسكهم في وقوفهم وإفاضتهم، ونحرهم، ونفرهم، ورميهم للجمرات ... إلخ. وعلي بن أبي طالب يخلفه في

(1) سنن أبي داود، كتاب الزكاة، رقم: 1678، وحسنه الألباني.
[2] الفتاوى لابن تيمية: 10/ 72، 73.
[3] دراسات في عهد النبوة، عماد الدين خليل: 222.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست