responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 57
تارة، فسأله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك، فقال: أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون وراءك [1]، وفي رواية أحمد في كتاب «فضائل الصحابة»: ... فجعل أبو بكر يمشي خلفه ويمشي أمامه، فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ما لك؟» قال: يا رسول الله، إذا كنت أمامك خشيت أن تؤتى من وراءك، وإذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى من أمامك. قال: لما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: يا رسول الله، كما أنت حتى أَقُمَّه .. فلما رأى أبو بكر جحرًا في الغار فألقمها قدمَه، وقال: يا رسول الله، إن كانت لسعة أو لدغة كانت بي [2]. فلم يكن يرضى بمساواة النبي؛ بل كان لا يرضى بأن يقتل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يعيش، كان يختار أن يفديه بنفسه وأهله وماله، وهذا واجب على كل مؤمن، والصديق أقوم المؤمنين بذلك [3].
6 - المشارك له في معية الاختصاص:
قوله: {إِنَّ اللهَ مَعَنَا" صريح في مشاركة الصديق للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذه المعية التي اختص بها الصديق لم يشركه فيها أحد من الخلق. وهي تدل على أنه معهما بالنصر والتأييد، والإعانة على عدوهما. فيكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أخبر أن الله ينصرني وينصرك يا أبا بكر ويعيننا عليهم، نصرَ إكرام ومحبة، كما قال الله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ} [غافر: 51]. وهذا غاية المدح لأبي بكر إذا دل على أنه ممن شهد له الرسول
بالإيمان المقتضي نصرَ الله له مع رسوله في مثل هذا الحال التي يخذل فيها عامة الخلق إلا
من نصره الله [4].
وقال الدكتور عبد الكريم زيدان عن المعية في هذه الآية الكريمة: وهذه المعية الربانية المستفادة من قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ مَعَنَا" أعلى من معيته للمتقين والمحسنين في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: 128]؛ لأن المعية هنا لذات الرسول وذات صاحبه، غير مقيدة بوصف هو عمل لهما، كوصف التقوى والإحسان بل هي خاصة برسوله وصاحبه، كمقولة هذه المعية بالتأييد بالآيات وخوارق العادات [5].

[1] أبو بكر الصديق أفضل الصحابة وأحقهم بالخلافة: ص 43.
[2] منهاج السنة: 4/ 262، 263.
[3] منهاج السنة: 4/ 263.
[4] نفس المصدر السابق: 4/ 242، 243.
[5] المستفاد من قصص القرآن: 2/ 100.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست