responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 46
السيوطي -رحمه الله تعالى-: رأيت بخط الحافظ الذهبي -رحمه الله- من كان فرد زمانه في فنه ... أبو بكر في النسب. [1] ولذلك استخدم الصديق هذا العلم الفياض وسيلة من وسائل الدعوة؛ ليعلم كل ذي خبرة كيف يستطيع أن يسخِّرَ ذلك في سبيل الله على اختلاف التخصصات، وألوان المعرفة، سواء كان علمه نظريًا أو تجريبيًا، أو كان ذا مهنة مهمة في حياة الناس. (2)
وسوف نرى الصديق يصحبه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عندما عرض نفسه على قبائل العرب ودعاهم إلى الله، كيف وظف هذا العلم لدعوة الله؛ فقد كان الصديق خطيبًا مفوهًا له القدرة على توصيل المعاني بأحسن الألفاظ، وكان - رضي الله عنه - يخطب عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حضوره وغيبته، فكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا خرج في الموسم يدعو (أي أبو بكر) الناس إلى متابعة كلامه تمهيدًا وتوطئة لما يبلغ الرسول، معونة له، لا تقدمًا بين يدي الله ورسوله. [3] وكان علمه في النسب ومعرفة أصول القبائل مساعدًا له على التعامل معها، فعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: لما أمر الله -عز وجل- نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه ... إلى أن قال: ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليه السكينة والوقار، فتقدم أبو بكر فسلم، فقال: من القوم؟ قالوا: من بني شيبان بن ثعلبة، فالتفت أبو بكر إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال: بأبي أنت وأمي، ليس وراء هؤلاء عذر من قومهم وهؤلاء غرر الناس وفيهم مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك، وكان مفروق بن عمرو قد غلبهم لسانًا وجمالاً، وكان له غديرتان تسقطان على تريبته، وكان أدنى القوم مجلسًا من أبي بكر، فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ فقال مفروق: إنا لا نزيد على الألف ولن تغلب الألف من قلة، فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم، فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى، وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى. لعلك أخو قريش؟ فقال أبو بكر: إن كان بلغكم أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فها هو ذا، فقال مفروق: إلام تدعونا يا أخا قريش؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تؤووني وتنصروني، فإن قريشًا قد تظاهرت على الله وكذبت رسوله واستغنت بالباطل عن

[1] تاريخ الخلفاء: ص 100، نقلا عن تاريخ الدعوة: ص 95.
(2) نفس المصدر السابق: ص 96.
[3] أبو بكر الصديق، لمحمد عبد الرحمن قاسم: ص 92.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست