responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 370
فاتق الله يا بني ولا يكونن أحد من أصحابك بأرغب في الأجر والصبر في الحرب، ولا أجرأ على عدو الإسلام منك. فقال: أفعل إن شاء الله. فقاتل يومئذ قتالاً شديدًا وكان من ناحية القلب - رضي الله عنه -. (1)
وقال سعيد بن المسيب عن أبيه، قال: هدأت الأصوات يوم اليرموك فسمعنا صوتًا يكاد يملأ المعسكر يقول: يا نصر الله اقترب، الثبات الثبات يا معشر المسلمين. قال: فنظرنا فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد. [2] وأخر الناس صلاتي العشاء حتى استقر الفتح [3]، وأكمل خالد ليلته في خيمة تذارق أخي هرقل وهو أمير الروم كلهم يومئذ [4]، وهرب فيمن هرب، وباتت الخيول تجول حول خيمة خالد يقتلون من مر بهم من الروم حتى أصبحوا، وقتل تذارق وكان له ثلاثون سرادقا وثلاثون رواقا من ديباج بما فيها من الفرش والحرير، فلما كان الصباح حازوا ما كان هنالك من الغنائم [5]، وكان عدد شهداء المسلمين ثلاثة آلاف بينهم من صحابة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وشيوخ المسلمين وأقطابهم، وممن استشهد من هؤلاء: عكرمة بن أبي جهل وابنه عمرو، وسلمة بن هشام، وعمرو بن سعيد، وأبان بن سعيد، وغيرهم. [6] وكان عدد قتلى الروم مائة وعشرين ألفا، منهم ثمانون ألفا مقيدون بالسلاسل وأربعون ألفا مطلقون سقطوا جميعهم في الوادي. (7)
لقد فرح المسلمون بهذا النصر العظيم، وعكر ذلك الفرح وصول خبر وفاة الصديق؛ حيث حزنوا عليه حزنًا شديدًا، وعوضهم الله تعالى بالفاروق رضي الله عنهم أجمعين. [8] وقد كان البريد قد قدم بموت الصديق والمسلمون مصافو الروم، فكتم خالد ذلك عن المسلمين لئلا يقع في صفوفهم وهن أو ضعف، فلما تم النصر وأصبحوا أجلى لهم الأمر، وكان الفاروق قد عين أبا عبيدة بن الجراح بدلاً من خالد بن الوليد جيوش الشام، وتقبل خالد أمر الفاروق برحابة صدر [9]، وعزى المسلمين في خليفة رسول الله، وقال لهم: الحمد لله الذي قضى على أبي بكر بالموت وكان أحب إليَّ من عمر، والحمد لله الذي ولى عمر كان أبغض إليَّ من أبي بكر وألزمني حبه. [10] وتولى أبو عبيدة القيادة العامة لجيوش الشام.

(1) فتوح البلدان لأزدي: ص 228.
[2] ترتيب وتهذيب البداية والنهاية: ص 173.
[3] ترتيب وتهذيب البداية والنهاية: ص 173.
[4] ترتيب وتهذيب البداية والنهاية: ص 173.
[5] ترتيب وتهذيب البداية والنهاية: ص 173.
[6] العمليات التعرضية والدفاعية: ص 179.
(7) العمليات التعرضية والدفاعية: ص 179.
[8] البداية والنهاية: 7/ 14.
[9] البداية والنهاية: 7/ 16.
[10] البداية والنهاية: 7/ 14.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست