responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 37
به أم الخير، وفي ذات الوقت أخفت عنها مكان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مخافة أن تكون عينًا لقريش [1]، وفي نفس الوقت حرصت أم جميل أن تطمئن على سلامة الصديق، ولذلك عرضت على أم الخير أن تصحبها إلى ابنها، وعندما وصلت إلى الصديق كانت أم جميل في غاية الحيطة والحذر من أن تتسرب منها أي معلومة عن مكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأبلغت الصديق بأن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سالم صالح [2]، ويتجلى الموقف الحذر من الجاهلية التي تفتن الناس عن دينهم في خروج الثلاثة عندما (هدأت الرجل وسكن الناس) [3].
6 - يظهر بر الصديق بأمه وحرصه على هدايتها في قوله لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار. إنه الخوف من عذاب الله والرغبة في رضاه وجنته، ولقد دعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأم أبي بكر بالهداية فاستجاب الله له، وأسلمت أم أبي بكر وأصبحت من ضمن الجماعة المؤمنة المباركة التي تسعى لنشر دين الله تعالى. ونلمس رحمة الله بعباده ونلحظ من خلال الحدث (قانون المنحة بعد المحنة).
7 - إن من أكثر الصحابة الذين تعرضوا لمحنة الأذى والفتنة بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - نظرًا لصحبته الخاصة له، والتصاقه به في المواطن التي كان يتعرض فيها للأذى من قومه، فينبري الصديق مدافعًا عنه وفاديًا إياه بنفسه، فيصيبه من أذى القوم وسفههم، هذا مع أن الصديق يعتبر من كبار رجال قريش المعروفين بالعقل والإحسان [4].

رابعًا: دفاعه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
من صفات الصديق التي تميز بها الجرأة والشجاعة، فقد كان لا يهاب أحدًا في الحق، ولا تأخذه لومة لائم في نصرة دين الله والعمل له والدفاع عن رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فعن عروة بن الزبير قال: سألت ابن عمرو بن العاص بأن يخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: بينما النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه ودفعه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (5)

[1] السيرة النبوية .. قراءة لجوانب الحذر والحماية، ص 50.
[2] نفس المصدر السابق: 51.
[3] استخلاف أبي بكر الصديق، د: جمال عبد الهادي، ص 132.
[4] محنة المسلمين في العهد المكي، د: سليمان السويكت، ص 75.
(5) البخاري، رقم: 3856.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست