responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 279
عليه الموسى [1] من بني حنيفة، فوجده قد صالحهم وأتم خالد عقده معهم ووفى لهم [2].
وكان الصديق يستروح الخبر من اليمامة، وينتظر رسول خالد، فخرج يومًا بالعشي ومعه نفر من المهاجرين والأنصار إلى ظهر الحرة فلقي أبا خيثمة النجاري قد أرسله خالد، فلما رآه أبو بكر قال له: ما وراءك يا أبا خيثمة؟ قال: خير يا خليفة رسول الله، قد فتح الله علينا اليمامة وهذا كتاب خالد، فسجد الصديق شكرًا لله، وقال: أخبرني عن الوقعة كيف كانت؟ فجعل أبو خيثمة يخبره كيف صنع خالد وكيف صف أصحابه ومن استشهد من الصحابة، وقال أبو خيثمة: يا خليفة رسول الله: أتينا من قبل الأعراب، انهزموا بنا وعودونا ما لم نكن نحسن [3].
ولما علم الصديق بزواج خالد كتب إليه: يا ابن أم خالد إنك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجف بعد، ثم خدعك مجاعة عن رأيك فصالحك عن قومه وقد أمكن الله منهم. [4] وإزاء هذا التعنيف الذي وصل إلى خالد من الخليفة بسبب مصالحته لمجاعة وزواجه بابنته بعث خالد إليه كتابًا جوابيًا مع أبي برزة الأسلمي يدافع فيه عن موقفه دفاعًا يتسم بوضوح الحجة وقوة المنطق [5]، يقول فيه: أما بعد، فلعمري ما تزوجت النساء حتى تم لي السرور وقرت بي الدار, وما تزوجت إلا إلى أمري لو عملت إليه من المدينة خاطبًا لم أبل، دع أني استثرت خطبتي إليه من تحت قدمي، فإن كنت قد كرهت لي ذلك لدين أو لدنيا أعتبتك، وأما حسن عزائي عن قتلى المسلمين فو الله لو كان الحزن يبقى حيًّا أو يرد ميتًا لأبقي حزني الحي ورد الميت، ولقد اقتحمت حتى أيست من الحياة وأيقنت بالموت، وأما خديعة مجاعة إياي عن رأيي فإني لم أخطئ رأيي يومي ولم يكن لي علم بالغيب، وقد صنع الله للمسلمين خيرًا: أورثهم الأرض والعاقبة للمتقين. (6)
فلما قدم الكتاب على أبي بكر - رضي الله عنه - رق بعض الرقة وقام رهط من قريش فيهم أبو برزة الأسلمي فعذروا خالدًا وقال أبو برزة:

[1] أي: بلغ الحلم.
[2] الكامل: 2/ 38.
[3] حروب الردة، شوقي أبو خليل: ص 97.
[4] حروب الردة: ص 97، نقلا عن الاكتفاء: 2/ 14.
[5] حركة الردة للعتوم: ص 233.
(6) حروب الردة، شوقي أبو خليل: ص 98، نقلا عن الاكتفاء: 2/ 15.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست