اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 274
حسن الصحبة لنا، يعرف لنا حقنا ويحفظ فينا وصية نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [1].
سادسًا: من شهداء معركة اليمامة:
1 - ثابت بن قيس بن شماس الذي أجاز الصديق وصيته بعد موته:
هو أبو محمد، خطيب الأنصار، وقد ثبت أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بشره بالشهادة، وقتل يوم اليمامة شهيدًا، وكانت راية الأنصار يومئذ بيده، وقد رأى رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال: إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعًا نفيسة، ومنزله في أقصى العسكر وعند خبائه فرس يستن في طوله، وقد كفأ على الدرع بُرْمَة وفوق البرمة رحل، فأتِ خالدًا فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله (يعني أبا بكر) فقل له: إن على من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق، وإياك أن تقول: هذا حلم فتضيعه، قال: فأتى خالدًا فوجهه إلى الدرع فوجدها كما ذكره، وقدم على أبي بكر فأخبره، فأنفذ أبو بكر وصيته بعد موته، فلا يعلم أحد جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس [2].
2 - زيد بن الخطاب - رضي الله عنه -:
هو أخو عمر بن الخطاب لأبيه وكان أكبر من عمر، أسلم قديمًا وشهد بدرًا وما بعدها, قد آخى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بينه وبين معن بن عدي الأنصاري وقد قتلا جميعًا باليمامة، وقد كانت راية المهاجرين يومئذ بيده فلم يزل يتقدم بها حتى قتل فسقطت، فأخذها سالم مولى أبي حذيفة وقد قتل زيد يومئذ الرجال بن عنفوة الذي كانت فتنته على بني حنيفة أشد من فتنة مسيلمة فكان مصرعه على يد زيد - رضي الله عنه -، والذي قتل زيد رجل يقال له أبو مريم الحنفي، وقد أسلم بعد ذلك، وقال لعمر: يا أمير المؤمنين إن الله أكرم زيدًا بيدي ولم يهني على يده، وقد قال عمر لما بلغه مقتل زيد بن الخطاب: رحم الله أخي زيد سبقني إلى الحسنيين؛ أسلم قبلي واستشهد قبلي. وقال لمتمم بن نويرة حين جعل يرثي أخاه مالكًا بالأشعار: لو كنت أحسن الشعر لقلت كما قلت، فقال له متمم: لو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه، فقال له: ما عزاني [1] الأنصار في العصر الراشدي: ص 190. [2] البداية والنهاية: 6/ 339.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 274