responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 256
هذا وقد كان لمن ثبت على الإسلام في البحرين دور كبير في إخماد هذه الفتنة، وكان للجارود بن المعلى دور متميز، فقد صحب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتفقه في الدين، ثم رجع إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام فأجابوه كلهم، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى مات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقالت عبد القيس: لو كان محمدًا نبيا لما مات، وارتدوا، وبلغه ذلك فبعث فيهم فجمعهم، ثم قام فخطبهم. فقال: يا معشر عبد القيس إني سائلكم عن أمر فأخبروني به إن علمتموه ولا تجيبوني إن لم تعلموا. قالوا: سل عما بدا لك. قال: تعلمون أنه كان لله أنبياء فيما مضى؟ قالوا: نعم، قال: تعلمونه أو ترون؟ قالوا: لا بل نعلمه، قال: فما فعلوا؟ قالوا: ماتوا، قال: فإن محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مات كما ماتوا. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، قالوا: ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنك سيدنا وأفضلنا، وثبتوا على إسلامهم. فهذا موقف يذكر للجارود بن المعلى - رضي الله عنه -، فقد ثبت الله به قومه عبد القيس فثبتوا على إسلامهم، وقد ألهمه الله تعالى بضرب المثل بالأنبياء السابقين عليهم السلام، حيث كان نهايتهم الموت، فكذلك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فاقتنع قومه وزال عنهم الشك، وهذا مما يبين مزية التفقه في الدين وأثر ذلك في توجيه الاعتقاد والسلوك، وخاصة عند حدوث الفتن [1].
وقد بقيت بلدة (جُواثا) على الإسلام، وكانت أول قرية أقامت الجمعة من أهل الردة كما ثبت ذلك في البخاري عن ابن عباس، وقد حاصرهم المرتدون وضيقوا عليهم ومنعوا عنهم الأقوات وجاعوا جوعًا شديدًا حتى فرج الله عنهم، وقد قال رجل منهم يقال له
عبد الله بن حذف، أحد بني بكر بن كلاب وقد اشتد الجوع:
ألا أبلغ أبا بكر رسولاً ... وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لكمُ إلى قوم كرام ... قعود في جواثا محصرينا
كأن دماءهم في كل فج ... شعاع الشمس يُعْشي الناظرينا
توكلنا على الرحمن إنا ... وجدنا النصر للمتوكلينا (2)

[1] التاريخ الإسلامي: 9/ 97.
(2) البداية والنهاية: 6/ 332.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست