responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 250
وقد كانت أفعاله وأقواله على السواء تؤيد هذا التصور، فارتداده ووقوفه بجانب سجاح وتفريقه إبل الصدقة على قومه، بل ومنعهم من أدائها لأبي بكر وعدم إصاخته لنصائح أقربائه المسلمين في تمرده، كل ذلك يدينه ويجعل منه رجلا أقرب إلى الكفر منه إلى الإسلام.
ولو لم يكن مما يحتج به على مالك إلا منعه للزكاة لكفى ذلك مسوغًا لإدانته، وهذا المنع مؤكد عند الأقدمين؛ فقد جاء في «طبقات فحول الشعراء» لابن سلام قوله: والمجمع عليه: أن خالدًا حاوره ورادَّه، وإن مالكا سمح بالصلاة والتوى بالزكاة. [1] جاء في «شرح النووي لصحيح مسلم» قوله عن المرتدين: كان في ضمن هؤلاء من يسمح بالزكاة ولا يمنعها إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك، وقبضوا على أيديهم في ذلك كبني يربوع، فإنهم قد جمعوا صدقاتهم وأرادوا أن يبعثوها إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك وفرَّقها [2].

ج- زواج خالد بأم تميم:
أم تميم هي ليلى بنت سنان المنهال زوج مالك بن نويرة، وهذا الزواج حدث حوله جدل كثير، واتهم من لهم أغراض خالدًا بعدة تهم لا تصح ولا تثبت أمام البحث العلمي النزيه.
وخلاصة القصة: فهناك من اتهم خالدًا بأنه تزوج أم تميم فور وقوعها في يده لعدم صبره على جمالها ولهواه السابق فيها، وبذلك يكون زواجه منها -حاشا لله - سفاحًا، فهذا القول مستحدث لا يعتد به [3]؛ إذ خلت المصادر القديمة من الإشارة إليه، بل هي على خلافه في نصوصها الصريحة، يذكر الماوردي أن الذي جعل خالد يقوم على قتل مالك هو منعه للصدقة التي استحل بها دمه، وبذلك فسد عقد المناكحة بينه وبين أم تميم [4]، وحكم نساء المرتدين إذا لحقن بدار الحرب أن يسبين ولا يقتلن، كما يشير إلى ذلك الإمام السرخسي. [5] فلما صارت أم تميم في السبي اصطفاها خالد لنفسه، فلما

[1] طبقات فحول الشعراء، تحقيق محمود شاكر: ص 172.
[2] شرح النووي على صحيح مسلم: 1/ 203.
[3] ما قاله الجنرال الباكستاني أكرم: ففي نفس الليلة تزوجها خالد: ص 198 كتابه (سيف الله خالد).
[4] الأحكام السلطانية: ص 47، نقلا عن حركة الردة: ص 229.
[5] المبسوط: 10/ 111، نقلا عن حركة الردة: ص 229.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست