responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 240
سيدات العرب كأمها أم قرفة [1]، وكان يضرب بأمها المثل في الشرف لكثرة أولادها وعزة قبيلتها وبيتها، فلما اجتمعوا إليها ذمرتهم لقتال خالد فهاجوا لذلك، وناشب إليهم آخرون من بني سليم وطيء وهوازن وأسد فصاروا جيشًا كثيفًا، وتفحل أمر هذه المرأة فلما سمع بهم خالد ابن الوليد سار إليهم واقتتلوا قتالاً شديدًا وهي راكبة على جمل أمها الذي كان يقال له: «من نخسه فله مائة من الإبل» وذلك لعزها، فهزمهم خالد وعقر جملها وقتلها، وبعث بالفتح إلى الصديق [2].

د- دروس وعبر وفوائد:
ثقة الصديق بالله، وخبرته الحربية:
قول الصديق لعدي بن حاتم: أدرك قومك لا يلحقوا بطليحة فيكون دمارهم. فيه مثال على قوة يقين أبي بكر - رضي الله عنه - وثقته بنصر الله، فقد حكم على نتيجة المعركة مع طيء قبل الدخول فيها، وفي أمر أبي بكر خالدًا -رضي الله عنهما- بأن يبدأ بحرب قبيلة طيء مع أنها أبعد من تجمع طليحة خطة حربية ناجحة، وذلك ليحول دون انضمام طيء إلى طليحة، وليضطر من انضم إليها منهم إلى التخلي عنه للدفاع عن قبيلتهم، ثم في إظهار أبي بكر أنه خارج جهة خيبر ليلاقي خالدًا ببلاد طيء تخطيط حربي بارع وذلك لإرهاب تلك القبيلة والقبائل المجاورة، وتظهر براعة الصديق في اختيار الرجال أن اختار لهذه المهمة التي لها ما بعدها أبا سليمان خالد بن الوليد الذي لم تنتكس له راية. (3)
وفي خطاب الصديق لخالد بعد انتهاء معركة بزاخة فوائد منها: الدعاء لخالد الذي يفهم منه الثناء عليه بإحسان، كما يتضمن أمره بتقوى الله وذلك فيه العصمة من الوقوع في الزلل واتباع الهوى، كما أمره بالجد والحزم مع الأعداء؛ لأنهم ما زالوا في فورة طغيانهم، وهذا موقف قوى يدل على حزم الصديق - رضي الله عنه - وبصيرته النافذة، فهناك قبائل لا تزال متحيرة ومترددة بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والخير والشر، والإيمان والكفر، بحاجة إلى تأديب وردع حتى يزول طغيانهم، فالموقف من أبي بكر يقتضي أعلى درجات القوة والحزم والسرعة، فكانت منه القوة في محل القوة، كما كان منه اللين في محل اللين.

[1] البداية والنهاية: 6/ 323.
[2] نفس المصدر السابق: 6/ 323.
(3) التاريخ الإسلامي للحميدي: 9/ 60 - 63.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست