responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 235
أحسابان: حساب الله وحساب منكم؟ والله لا ألي لكم عملاً أبدًا [1].

توحيد اليمن ووضوح الإسلام عند أهله وطاعتهم للخليفة:
وبعد انتهاء حروب الردة تجمعت اليمن تحت قيادة مركزية عاصمتها المدينة المنورة، وقسم اليمن إلى أقسام إدارية لا وحدات قبلية، فقد قسم إلى ثلاثة أقسام إدارية: صنعاء والجند وحضرموت، ولم تعد العصبية القبلية أساسًا في الزعامة أو في التولية، ولم تعد القبيلة سوى وحدة عسكرية لا سياسية، وأصبحت المقاييس المعتبرة هي المقاييس الإيمانية؛ التقوى والإخلاص والعمل الصالح [2].
وتخلصت اليمن من بقايا الشرك ومن جميع مظاهره -شرك في الاعتقاد أو شرك في القول أو شرك في الفعل- تركًا أو إتيانًا، وأدركوا أن النبوة أرفع من أن يدعيها مدع عابث ويتخذها وسيلة إلى غرضه ورغبته. [3] وأيقنوا أن الإيمان لا يلتقي مع المطامع، وأن الإسلام لا يتفق مع الجاهلية، عرفوا ذلك بالدماء والألم والحسرات، فقتل من كلا الطرفين الكثير وتعلم منهم الكثير [4]، ورجع من كان قد ارتد إلى الإسلام يرجو التكفير عما بدر [5]، وأذن لهم بالجهاد في عصر الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وقد برزت قيادات يمنية إسلامية في الفتوحات قد تربت وانصهرت في أحداث الردة، وكانوا من الثابتين على الإسلام؛ كجرير ابن عبد الله البجلي، وذي الكلاع الحميري، ومسعود بن العكي، وجرير بن عبد الله الحميري وغيرهم، وكان لهذه القيادات أدوار بارزة في الفتوحات الإسلامية وفي عمران مدن جديدة في الكوفة وفي البصرة والعراق والفسطاط بمصر، وبرزت أيضًا شخصيات يمنية عينت في اليمن وغير اليمن قضاة وولاة مثل: حشك عبد الحميد، وسعيد بن عبد الله الأعرج، وشرحبيل بن السمط الكندي، وغيرهم [6].

[1] عيون الأخبار: 1/ 125.
[2] اليمن في صدر الإسلام: ص 290.
[3] الخلافة الراشدة والخلفاء الراشدون، يوسف علي: ص 39.
[4] ظاهرة الردة، محمد بريغش: ص 159.
[5] اليمن في صدر الإسلام: ص 289.
[6] نفس المصدر السابق: ص 291.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست