اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 208
لقد اعتمدت سياسة الصديق في القضاء على الردة على الله تعالى، ثم على ركائز قوية من القبائل والزعماء والأفراد الذين انبثوا في جميع أنحاء الجزيرة وثبتوا على إسلامهم، وقاموا بأدوار هامة ورئيسية في القضاء على فتنة الردة. ولقد أخطأ بعض الكتاب عندما تناول فتنة الردة بشيء من التعميم أو عدم الدقة أو عدم الموضوعية أو سوء الفرض أو النظرة الجزئية [1].
إن من الحقائق الأساسية حول هذه الفتنة أنها لم تكن شاملة لكل الناس كشمولها الجغرافي؛ بل إن هناك قادة وقبائل وأفرادًا وجماعات، وأفرادًا تمسكوا بدينهم في كل منطقة من المناطق التي ظهرت فيها الردة [2]، ولقد قام الدكتور مهدي رزق الله أحمد بدراسة عميقة وأجاب عن سؤال طرحه وهو: هل كانت الردة في عهد الخليفة أبي بكر - رضي الله عنه - شاملة لكل القبائل العربية والأفراد والزعماء الذين كانوا مسلمين، أم أن هذه الفتنة قد وقعت فيها بعض القبائل وبعض الزعماء وبعض الأفراد في مناطق جغرافية مختلفة؟ وبعد البحث قال: إن أول حقيقة تستخلص من المصادر التي أشرتُ إليها سابقًا: هي أنني لم أجد ما يدل على أن القبائل والزعماء والأفراد قد ارتدوا جميعًا عن الإسلام كما ذكر أولئك النفر الذين جعلناهم مثالا [3]، بل وجدت أن الدولة الإسلامية اعتمدت على قاعدة صلبة من الجماعات والقبائل والأفراد الذين ثبتوا على الإسلام، وانبثوا في جميع أنحاء الجزيرة، وكانوا سندًا قويًا للإسلام ودولته في قمع حركة المرتدين منهم [4]. [1] الثابتون على الإسلام أيام فتنة الردة: ص 4. [2] نفس المصدر السابق: ص 19. [3] التاريخ السياسي للدولة العربية للدكتور عبد المنعم ماجد: ص 146. التاريخ الإسلامي العام -الجاهلية: الدولة العربية، الدولة العباسية علي إبراهيم حسن: 129؛ تاريخ الدولة العربية، السيد عبد العزيز سالم:
ص 432. جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين، محمد السيد الوكيل: ص 21. الخلفاء الراشدون، محمد الخضري بك: ص 21. عصر الصديق، شبير أحمد محمد علي الباكستاني: ص 159. ظاهرة الردة في المجتمع الإسلامي الأول، محمد بريغش: ص 100، 101. الصديق أبو بكر، لمحمد حسين هيكل: ص 173. [4] الثابتون على الإسلام أيام فتنة الردة: ص 19.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 208